حينما لقي المغرب من الجزائر ما لقيه "سنمار" من النعمان

الكاتب : الجريدة24

19 أغسطس 2021 - 05:00
الخط :

هشام رماح

إن كانت الرقعة الجغرافية والأخوة تجمعان بين المغاربة والجزائريين، فإن للنظام العسكري برئاسة الجنرال السعيد الشنقريحة والرئيس الصوري عبد المجيد تبون، رؤية مخالفة لهذا الواقع وهذه الحقيقة، وهو يبتغي توسيع الهوة بين الأشقاء عبر بلاغات تندرج ضمن صيرورته في دق طبول الحرب ضد المملكة.

ولم يجد حكام الجزائر غضاضة في رمي المغرب بالباطل ودون دليل يؤكد على الادعاءات التي يلوكها هؤلاء الحكام كل مرة أحسوا فيها بأن المغرب قطع لفات كثيرة متجاوزا إياهم وهم الذين وعدوا الجزائريين بتغيير حالهم.. فكان أن أصبح يتغير من سيء إلى أسوأ.

أي نعم أن المغرب ماض في مساره التقدمي، لكن لا أحد اعتقد يوما أن هذا التقدم سيشكل غصة تحتل حلوق القائمين على شؤون الجزائر، وأنه بدلا من مجاراة الجار انبروا لزرع الشوك في طريقه لعله يتعثر ويسقط حيث هم ساقطون.

وما كان بلاغ الرئاسة الجزائرية بكل كذبه وبهتانه ليمر دون أن يثير الحسرة في نفوس المغاربة وهم يعاينون بكل ألم كيف أن النظام العسكري القائم ما وراء الحدود الشرقية، رمى المغرب باتهامات جزافية بالتسبب في الحرائق التي اندلعت في عدد من المناطق بالجزائر.

وفي استهتار سافر بعقول العالَمين أجمعين، أطلقت رئاسة الجزائر اتهامات واهية ناحية المغرب في محاولة يائسة لصرف الأنظار عن المبادرة الأخوية التي قررتها المملكة لمساعدة جارتها على إخماد النيران وعن عدم استجابتها لهكذا مبادرة جاءت عفوية بلا خلفيات ولا مطامع.

وأمعن النظام الجزائري، الذي يعيش على عداء المغرب ويقتات من تخويف الجزائريين من المملكة، في صرف الاتهامات ليغطي عن فشله في اللحاق بالركب المغربي وإهداره المقصود لفرصة لم الشمل وقلب صفحة الماضي وخط معالم مستقبل يجمع بين البلدين.

 

والحق أن ما لقيه المغرب من النظام الجزائري يشابه "جزاء سنمار" المهندس الذي كافأه النعمان بالقتل لأنه أبدع في بناء قصره، فهل كان حريا بالمملكة التزام الصمت مثل صمت القبور الذي تحراه عبد المجيد تبون والعسكر تجاه دعوة المغرب الصريحة للملمة الخلافات بين البلدين واستشراف المستقبل معا؟

أم كان حريا بالمغرب أن يولي اهتمامه إلى الحرائق التي اندلعت في شماله، ولا يبالي بالإخوة الذين لاقوا نفس المصير في الجارة الشرقية؟ أم كان على المغرب ألا يفصح أنه يمتلك طائرات قادرة على إخماد الحرائق بما يعكس تفوقا إنسانيا من لدن نظام ملكي يهتم باقتناء المعدات التي تكفل الحياة ولا يهتم كثيرا مثل النظام الجزائري باقتناء المقاتلات الحربية التي تقتل فقط؟

لقد بلغ جنون حكام الجزائر مداه، ولعل زمن عبد العزيز بوتفليقة والجنرال الراحل أحمد القايد صالح أحسن بكثير من زمن تبون والشنقريحة، فحين زمن الأوائل سيطرت الكياسة على العلاقات بين البلدين وقد تحلوا بالمروءة في خصامهم مع المغرب.. أما الآن فلتبكي على الجزائر والجزائريين البواكي.

ولكل هذا يتأكد القول بأن النظام الجزائري أذن في خصامه مع المغرب بانطلاقة الزمن الذي تنبأ به علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حينما قال "سيأتي عليكم من بعدي زمان, ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب".

فاللهم اشف النظام الجزائري من الكذب.. آمين.

آخر الأخبار