عمر هلال.. يطير كالفراشة بين أصدقاء المغرب ويلسع الجزائر كالنحلة

الكاتب : الجريدة24

31 أغسطس 2021 - 11:00
الخط :

هشام رماح

بين دسائس الماضي ضد الوحدة الترابية للمغرب وتخوفات المستقبل بسبب إثارة حق الشعب القبايلي في تقرير مصيره ضاع واقع الجزائر وتاهت بين أرجل المنتظم الدولي بعدما فضح عمر هلال الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة ازدواجية وانتقائية مواقف دولة الـ"كابرانات" في دعمها لـ"مبدأ حق تقرير المصير".

وأعطى عمر هلال درسا قاسيا لحكام الجزائر وعرى سوءتهم، خلال ندوة لجنة الـ24 حول منطقة الكاريبي بدومينيكا، وهو يرد على سفيان ميموني، ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة الذي لم يكن له من سلاح غير قاموس الباطل والافتراء وقد كرر كعادته الأسطوانة المشروخة للنظام العسكري فيما يتعلق بالصحراء المغربية، المنتمية لدولة تمتد جذورها لقرون طويلة.

والحق أن عمر هلال لم يبتدع جديدا وإنما احتكم للمنطق والعقل في رده على سفيان ميموني الذي أخذته الحمية كثيرا على "بوليساريو" وراح يريد كنس باب المغرب ونسي ومن سخره من الجنرالات والرئيس الصوري كنس بابهم وقد اجتزؤوا مبدأ حق تقرير المصير وأنكروه على القبايليين الذين كانوا حيث هم الآن قبل إنشاء الدولة الجزائرية التي في عمرها عقود فقط.

وفضح عمر هلال فضح الازدواجية والانتقائية التي يؤتيها نظام الـ"كابرانات" فيما يتعلق في قراءته وتنزيله للمبدأ الذي يبدو أنه يفوق قدرة عقول الجنرالات على تفسيره بالقول إن "الحق في تقرير المصير مبدأ عالمي ومبدأ أممي، ويجب أن يتم توظيفه دون انتقائية ويجب أن يستفيد منه جميع السكان، وخاصة أولئك الذين كانوا تحت احتلال منذ عقود".

وحتى إن لم يبتدع جديدا فإن السفير عمر هلال تفوق كثيرا وشغل الدنيا بما أفصح عنه في رده المفحم وقد قزَّم من حجم "الممثل" الجزائري أمام المشاركين في الندوة، وهو يبدي أسفه الشديد بشأن الإهانة والقدح والتحقير في رد "الممثل الكوميدي" سفيان ميموني على حجج المغرب، وهو ما لا يليق بمستوى اجتماع أممي.

وصدقا قال عمر  هلال، الذي كان في الاجتماع مثل الأسطورة علي كلاي "يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة"، إن "الإهانة سلاح الضعفاء" لكنه لم يقف عند حد التأسف فقد زاد مكررا ما تقرر بالفعل على أرض الواقع وهو أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، مشددا على أن "حق تقرير المصير لسكان الصحراء المغربية قد اكتمل باسترجاع المملكة لأقاليمها الصحراوية".

كذلك، فإن عمر هلال كشف بسؤال استنكاري خسة نظام جزائري لا يأل جهدا ولا يدخره لوخز المغرب وإعاقة معانقته للمستقبل بشوكة شرذمة من الانفصاليين، تفرض بهم حربا دامت لعقود وقد تساءل موجها كلامه للملتئمين في الاجتماع "هل هناك أي إقليم أو بلد مدعو إلى هذه الندوة لهما جار معاد يفرض عليهما نزاعا مسلحا منذ عقود ويهاجمهما من قبل جماعة انفصالية مسلحة دخيلة؟ الجواب لا. وحدها الجزائر مسؤولة عن هذا الخلل الفريد والخطير للغاية في ما يتعلق بالمغرب وصحرائه".

وليس غريبا على أحد أن النظام الجزائري جعل من عقيدته فك العقدة المغربية التي كلفت الشعب الجزائري أمواله التي صرفت على قلة من الانفصاليين، فهل من عقل لحكام يغامرون بمصير بلدين من أجل شرذمة شقيصة؟ ثم إن الجزائر تقول إنها مع حل قضية الصحراء في الأمم المتحدة، إذن فلتدع الأمر كذلك، ولماذا ترهق نفسها بما لا شأن لها به كما تدعي؟ أم أن في جعجعة القضية ما قد ينسي الشعب الجزائري عن الخروج للشارع ورفع شعار "يتنحاو كاع"؟ بلى.

آخر الأخبار