محلل سياسي: البرامج الانتخابية هي شعارات فقط وتكرس لسياسة أحزاب الأفراد

تشهد الحملات الانتخابية تعريف الأحزاب السياسية ببرامجها المرتقب تنزيلها أو تنفيذها، مع نجاحها في بلوغ المكانة التي تجعلها تدبر الشأن العام المحلي او الجهوي أو على المستوى الحكومي، لكن أغلب ما تطرحه من خطوط عريضة ونقاط لهذه المشاريع يذهب أدراج الرياح ولا تقدر على تفعيلها لعدة أسباب.
وفي حديثه للجريدة 24، اعتبر رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بكلية ابن طفيل في القنيطرة، أن البرامج السياسية هي شعارات رنانة فقط، تفتقر للآليات والكفاءات المطلوبة من أجل إعداد مشاريع قوية تلامس المجتمع، وتكون قادرة على التطبيق في أرض الواقع.
وقال لزرق إن الملك محمد السادس أكد في خطاباته على أن الأحزاب السياسية تفتقد للكفاءات، وطالب في الوقت ذاته بضرورة توفر هذه التنظيمات السياسية على نخب قادرة على التفاعل مع مشاريع المرحلة الجديدة التي تتطلب أهل الكفاءة والاختصاص بمختلف مناصب المسؤولية.
وأبرز أستاذ العلوم السياسية، أن ما تطرحه من طرف أغلب الأحزاب السياسية من برامج يكشف عن محدوديتها، كونها ركزت على الشعارات أكثر من الأفكار العملية القابلة للتنزيل والتفعيل.
وأشار لزرق، إلى أن البرامج الانتخابية الحالية تظهر التكريس الحاصل منذ سنوات في المشهد المغربي لسياسة أحزاب الأفراد، وهو ما جعل الوصول إلى الحكومة هدفا في حد ذاته، وليس وسيلة يطبق عبرها البرنامج الانتخابي لهذه التنظيمات السياسية.
وأوضح أستاذ القانون الدستوري، أن النموذج التنموي الذي يشكل خيارا استراتيجيا للمغرب، يؤكد على ضرورة عمل التنظيمات والأحزاب السياسية في إطار المقاربات التشاركية التي تشرك المواطنين في تدبير الشأن العام.