في ظل استمرار تسعيرة مضاعفة لوسائل النقل...زيادات "حسي مسي" في المواد الغذائية

أمينة المستاري
في الوقت الذي انهمك الجميع في تتبع أخبار الانتخابات بالمغرب، فوجئ المواطنون بزيادات صاروخية "ضربة وحدة" همت مجموعة من المواد الغذائية.
فبعد الزيادة الصاروخية في أثمنة وسائل النقل، والتي قسمت ظهر الأسر خاصة التي تستعد للعودة إلى منازلها، حيث تضاعفت تسعيرة سيارات الأجرة الكبيرة والحافلات، يتلقى المواطن صفعة أخرى وزيادات تتزامن مع الدخول المدرسي وما يتطلبه من مصاريف خاصة للأسر ذات الدخل المحدود ويتمدرس أبناؤها.
الصفعات المتتالية جعلت أصواتا ترتفع مستنكرة للزيادات التي أنهكت الأسر المغربية في ظرف وجيز، تزامن مع الدخول المدرسي الذي يضع أسرا عديدة في المحك.
استفسارات عديدة حول زيادات تمت " حسي مسي" وفي غفلة من الجميع، بل حتى في غفلة من جمعيات حماية المستهلك، وهو ما أكده عبد الكريم الشافعي، رئيس الفيدرالية الجهوية لحماية المستهلك بسوس ماسة وعضو الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، الذي أكد أن الجمعية توصلت بمجموعة من الشكايات والتساؤلات حول ارتفاع أسعار مواد غذائية مهمة، وهو ما أثار السخط والاستياء في ظل هذه الظروف الحرجة "كورونا" واستغلال ظرفية الانتخابات.
وأشار الفاعل الجمعوي أن المواطن أصبح حائر هل يقوم بتحليل كورونا ب 400 درهم؟ أو يدفع مصاريف التنقل المضاعفة أو مصاريف الدخول المدرسي؟ وتساءل الشافعي عن سبب استغلال الزيادات علما أن الموسم الفلاحي كان جيدا، في الوقت أن ارتفاع الأسعار همت الدقيق والمعجنات والزيت...
ومن هو المسؤول عن الزيادات في الوقت الذي ظلت الحكومة صامتة في الوقت الذي " المواطن كياكل العصا"، والغريب أن هناك توافق بين الفاعلين الاقتصاديين والزيادة في وقت موحد، ليصبح المواطن مستهدفا.
وندد عبد الكريم شافعي بالصمت الذي يسود الوضع الحالي، في الوقت الذي تلتزم الحكومة الصمت، خاصة وأن الجمعيات لا تتوفر على إجابات، وطالب بتدخل الجهات المعنية للمراقبة وتنوير المستهلك الذي يئن تحت وطأة الزيادات في ظل "فوضى" لكون هناك لوبيات متحكمة في الاقتصاد الوطني.
وحول عدم تدخل جمعيات، طالب الشافعي باعتباره .104/12 بإلغاءه، فهو وضع من طرف، وينص على حرية الأسعار والمنافسة شريطة إشهار الأسعار، وهو قانون يمنعنا من التدخل في حالة الزيادة في الأسعار، لاعتماده على منطق " اللي عجبو يشري واللي ماعجبوش هو حر ما يشريش"، في حين يتم التزوير والتدليس في أحجام وكتل أغلب المواد الغدائية .
وعن وسائل النقل، استنكر الشافعي عدم حرص العشرات منها على معايير السلامة الصحية وعدم تجاوز شرط 50 في المائة، في الوقت الذي تحافظ فيه على تسعيرة مضاعفة، خاصة بالنسبة للحافلات التي تنقل المسافرين لمسافات لطويلة، أما "الطوبيسات" فواقع الحال يندى له الجبين، حيث تمر وهي تقل أكثر من الحمولة المسموح بها.
وفي هذا السياق استنكر فيسبوكيون استمرار الحافلات في فرض تسعيرة باهضة على المستهلك، الذي وجد نفسه محاصرا بمصاريف العودة إلى مسكنه والدخول المدرسي.