الشعب صوت لإسقاط البيجيدي ولولا القاسم الإنتخابي لحاز الصفر

الكاتب : الجريدة24

09 سبتمبر 2021 - 09:45
الخط :

 هشام رماح

تنفس المغاربة الصعداء بعدما تخلص الناخبون من كابوس "العدالة والتنمية" الذي جثم على صدورهم طويلا، وقد أعادوا الحزب لحجمه الطبيعي بعدما ظفر فقط بـ12 مقعدا ضمن النتائج الاولية التي أسفرت عن تصدر خصمه الأول حزب التجمع الوطني للأحرار.

ووفق النتائج المتمخضة عن احتساب 96 في المائة من مجموع أصوات الناخبين المعبر عنها في الانتخابات التشريعية، حل حزب "الحمامة" أولا بـ97 مقعدا يليه حزب "الأصالة والمعاصرة" بـ82 مقعدا ثم "الاستقلال" ثالثا بـ78 مقعدا ثم "الاتحاد الاشتراكي" بـ35 مقعدا بينما تذيل "إخوان" عبد الإله ابن كيران وسعد الدين العثماني السباق.

وبدا جليا أن الكيل بالفعل طفح لدى المغاربة من حزب "المصباح" بعدما تسيد المشهد السياسي لعقد من الزمن أخلف فيه الكثير من الوعود و"حقق" الكثير أيضا من الإخفاقات متسبب في خيبات متتالية لمن صوتوا لفائدتهم مؤمنين بشعارهم "محاربة الفساد".

وعبر المغاربة صراحة بمشاركة فعالة في التصويت، بلغت 50,35 بالمائة، عن رغبتهم في الانعتاق من سطوة "إسلامويين" ركبوا موجة "الربيع العربي" ليتحكموا في مصائر المغاربة على مدى ولايتين حكوميتين ستظلان موشومتان في الذاكرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب كم القرارات اللا شعبية التي اتخذت في كنفهما.

ولم تكن المواجهة التي أعلنها حزب "العدالة والتنمية" ضد الشرائح المجتمعية التي كانت أوصلته لسدة الحكم لتمر مرور الكرام، دون أن يحترق "الإخوان" بغضب المخذولين الذين بهتوا من انقلابهم على أعقابهم وانغماسهم في ملذات "الحكم" دون تحمل مشاقه وتبعاته من أجل بلوغ رضا الناخبين.

في المقابل، بوأ المغاربة حزب التجمع الوطني للأحرار المكانة الأولى ضمن الأحزاب التي خاضت السباق الانتخابي، وهو الحزب الذي وضع الـ"بيجيدي" رئيسه عزيز أخنوش هدفا نصب أعينهم وقد بنوا حملتهم الانتخابية على محاولة النيل منه في تبن سافر ومثير للشفقة لخطاب المظلومية.

وتعد الاستحقاقات التشريعية التي أعلن عن نتائجها الأولية امتحانا أهان من خلاله المغاربة حزب "المصباح" وقد كبدوه فارقا كبيرا من المقاعد البرلمانية مقارنة مع ما تحقق خلال استحقاقات 2011 و2016، وهي النتائج التي أعمى بريقها إخوان "التوحيد والإصلاح" عن تلمس الطريق الصحيح وسلك الجادة التي تجعلهم حلفاء لكل الطبقات المجتمعية خاصة منها الطبقة المتوسطة.

وكانت قرارات لا شعبية قررتها حكومة سعد الدين العثماني وسابقتها التي قادها عبد الإله ابن كيران، أضرت كثيرا بالطبقة المتوسطة التي تحملت عبء طمعهما المتواصل في جيوب المنتمين إليها لسد الخصاص والعجز اللذان تسبب فيهما سوء التدبير الحكومي وهو سمة طاغية خلال العشر سنوات الأخيرة.

وبلغ حزب "العدالة والتنمية" باليقين أن المغاربة انفضوا من حوله بعدما ضاقوا بتدبيره ذرعا، وليخرج "الإخوان" بذلك مطاطئي الرؤوس لا يلوون على شيء وقد حصدوا الفتات دون أن يكون لهم الحق بالمرة للمطالبة بنصيب من "الكعكة" الحكومية التي استطابوها لسنوات قبل أن يؤول السكين من أجل تقسيمها إلى الرجل الوحيد الذي دعا "الشيوخ والمريدون" ألا يحوزها.

فعلا الزمن دوار.. والأيام دول.. ولو دامت لغيرك لما وصلت إليك.

آخر الأخبار