أبواق العسكر الجزائري تتلاعب في صورة "المسجد الأعظم" لازدراء عهد بوتفليقة

هشام رماح
أعمت سخرة الإعلام الجزائري للعسكر وجعلته يقترف "كبائر" لم تكن لتمر مثلما حدث في صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية والتي عمد القائمون عليها إلى حذف مئذنة ما يعرف في الجزائر بـ"الجامع الأعظم" من صورة نشرتها، أمس الإثنين 20 شتنبر 2021، لجنازة الرئيس الراحل "عبد العزيز بوتفليقة".
وتظهر صورة نشرتها الصحيفة المقربة من النظام العسكري، وقد جرى إحداث تغييرات في خلفيتها من أجل حذف ومحو صومعة المسجد الذي يعد مشروعا للرئيس الجزائري الراحل، وقد بلغت كلفته أكثر من مليار دولار واستغرق بناؤه سبعة أعوام.
وبلغ حقد "أبواق" الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون"، والجنرال الذي يتحكم في تحركاته وسكناته "السعيد الشنقريحة" مداه، وقد امتدت أياديهم لمحو صومعة المسجد من الصورة الملتقطة لموكبه الجنائزي أثناء مروره بمنطقة المحمدية في العاصمة الجزائر، حتى لا يجري الربط بين الراحل والمسجد.
واحتدم الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر إزاء ما جرى اعتباره تصرفا غير لائق وغير مبرر البتة من صحيفة مقربة من النظام العسكري أخذتها الحمية لخدمة رغبات حكام الجزائر الحاليين والتغطية على عهد من سبقهم بالتطاول على رمز ديني يتمثل في "المسجد الأعظم".
ودفع الجدل وزارة الاتصال الجزائرية للدلو بدولها بشأن ما اقترفته "الوطن" محيلة على أن ما حصل يمثّل "اعتداء صارخاً على القوانين" و"انحرافاً عن قواعد الاحترافية" فيما حاول "عبد الرزاق مقري"، رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" تغطية الشمس بالغربال حينما أخفق في توصيف دقيق ما جرى وهو يتساءل عبر صفحته في "فايسبوك" "هل يبلغ الحقد على رموز الدين الإسلامي إلى هذا الحدّ؟".
وتجنب الإسلاموي الجزائري الذي يخطب ود العسكر الدقة في وصفه وقد رمى بالخطأ في معترك استهداف الدين الإسلامي، في محاولة منه التغطية عن الغاية من التعديل في الصورة وهو تمجيد عهد "تبون" والجنرال "الشنقريحة" وازدراء عهد بوتفليقة والجنرال " أحمد القايد صالح" لكن بعدما فطن الجميع لما اقترفه "بوق" النظام الحالي.. ارتأى تحويل دفة الاهتمام بعيدا عن هذه الحقيقة التي تجرع مراراتها الجزائريون المغلوب على أمرهم.