أخنوش وهبي نزار.. جيل جديد من القادة تصدر "الطوندونس" الحزبي

يوم 8 شتنبر 2021 يؤرخ لمرحلة جديدة للعمل السياسي بالمغرب، بعد أن أفرز خارطة سياسية، لم تكن متخيلة لدى الجيل القديم لقادة الأحزاب السياسية بالمغرب.
الكل انشغل بالسقوط المدوي لظاهرة الانتخابات بالمغرب حزب العدالة والتنمية، لكن لا احد انتبه إلى صعود الجيل الجديد لقادة الأحزاب السياسية.
عزيز اخنوش قائد التشكيلة الحكومية قادم إلى السياسة من عالم المال، لم يعش تناقضات الحياة الحزبية خلال القرن الماضي، وبالتالي فهو متحرر تماما من عقدها وإخفاقاتها.
عبد اللطيف وهبي المحامي الذي تعلم السياسة داخل حزب الطليعة الذي لم يظفر بأي مقعد برلماني منذ تأسيسه، استطاع أن يؤمن دخول الجرار بسلام إلى الحكومة من موقع قوة.
أما نزار بركة الذي تعرف عليه الاستقلاليون عن طريق صهره عباس الفاسي، فقد نجح في إعادة التوازن إلى حزب الميزان، وأعاده إلى دفة التسيير والقيادة، بكل هدوء وروية بمنطق رجل الدولة.
جيل جديد إدن من قادة الأحزاب، استطاع ان يتصدر " الطوندوس الحزبي" بالمغرب، بعد أن استطاع أن يفكر من خارج الصندوق، وبعيدا عن المألوف بين الأحزاب طيلة السنوات التي أعقبت حصول المغرب على استقلاله.
على الجيل الجديد من هؤلاء القادة ان ينتبه الى طبيعة لعبة الطوندونس، التي تؤمن لأحد البقاء فيها، بقدر ما ترفعك صعودا تهوي بك هبوطا في الدرك الأسفل من الترتيب.
القاسم المشترك لهؤلاء القادة أنهم يوجدون على رأس أحزاب غالبيتها من فئة الأعيان ، وأهل المال، وهي الظاهرة الجديدة التي صارت تؤثت كافة الانتخابات التي تعرفها بلدان المعمور.
ساهمت أزمة كوفيد واللايقين التي يعيشها الاقتصاد العالمي عموما، في انخراط رجال الأعمال في العمل السياسي بشكل مباشر.
الرهان الذي ينتظر هؤلاء هم مدى قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم للفئة التي يمثلونها ويدافعون عنها، فمنطق رجال الاعمال والنفوذ يختلف عن منطق العموم.
على هؤلاء القادة ان يعوا ان منافسهم في الميدان سيكون هو الطبقات الوسطى المشكلة من جيش من الموظفين والأطر والمستخدمين من ذوي الدخل المرتفع، الذين امنوا صعودهم في انتخابات 8 شتنبر، بعد ان لفظوا حزب العدالة والتنمية الإسلامي التوجه.