عبدالهادي ضهراوي
حصل حزب الاستقلال على أربع حقائب وزارية فقط، و كل المستوزرين هم من محيط الحزب و ليسوا من قياداته و مسؤوليه البارزين، ما عدا طبعا نزار البركة.
هذا التوزيع أثار حفيظة أطر الحزب و قياداته الذين يقيمون المقارنة مع حزب البام الذي تمكن من توزير ثلاثة أعضاء من مكتبه السياسي، بما يعنيه ذلك من ثقة و ترحيب بهذا الحزب في دوائر صنع القرار السياسي، و بما يعنيه من تمكينه من تنفيذ جزء هام من برنامجه لا سيما في مجالات التنشئة و التعليم و العدل و الثقافة وهي المجالات التي تعتبر أسس الدولة الحديثة و ركيزتها.
ينتظر إذن أن يتصاعد الغضب داخل حزب الاستقلال، هذا الحزب الوطني الكبير، الذي قرر السباحة لوحده في بحر المفاوضات الحكومية، و الذي وضع كل بيضه في سلة أخنوش و وهبي ليستفيق على زلزال سياسي يضرب حزبه.
و لو أنه تشبث بمشاركة الاتحاد الاشتراكي كان سيكون اليوم مع حليف استراتيجي موثوق، و كان سيعزز موقعه ضمن التحالف الحكومي، ليتبين له متأخرا بأن التحالف معه كان يهدف فقط لعزله و لمنعه من الالتحاق بالمعارضة التي كانت ستتقوى عدديا و نوعيا لو أنه كان ضمنها.