هكذا يميز النظام الجزائري بين "الاستعمار الحلال" و"الاستعمار الحرام"

الكاتب : الجريدة24

09 أكتوبر 2021 - 06:30
الخط :

هشام رماح

أصوات العقل في الجزائر قليلة.. لكن منها الصداح الذي يُسمِعُ من به صمم.. مثل أمين الزاوي، الكاتب والروائي الجزائري الذي غرد خارج السرب الذي شكله العسكر وكتب مقالا فاصلا يسمي الأمور بمسمياتها في الجارة الشرقية.

أمين الزاوي، تفرد عن غيره بمقال نشره على موقع "Liberté Algerie" وأماط اللثام عن الشعبوية التي تعج بها الجزائر، والجدل العقيم الذي يدور فيها بمباركة النظام القائم فيها والذي ركب على تصريحات "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي محاولا الزيادة في أمد حكمه عبر شيطنة فرنسا وجعلها عدوا مثل المغرب تستلزم مواجهتهما دوام العسكر في السلطة...

وقال أمين الزاوي، "لقد غدا من الصعب، في لجة الجدل، التمييز بين ما يدلي به أو ينشره جامعي في هذا الشأن وما يخطه مواطن ذو تكوين بسيط. لأن الجميع يغرفون من نفس الإناء ويستعملون نفس الخطاب".

وتضج الجزائر حاليا بجدل حول الاستعمار الفرنسي كونه "حراما" وبقبول تام للاستعمار العثماني بوصفه "حلالا" لأن المحتلين الأوائل للبلاد، على مدى 300 سنة، مسلمون ومن حلوا محلهم منذ 1830 حتى 1962 مسيحيون!!!

ولفت المفكر الجزائري الانتباه إلى أن النقاش الدائر في الجزائر يمايز بين "الاستعمار الحلال" و"الاستعمار الحرام" قائلا "في المخيلة الجزائرية المشكَّلة استنادا على قراءة مشوهة للتاريخ، هناك استعمار شرير وآخر طيب!، في نظر الجزائريين الاستعمار العثماني التركي لبلادنا الذي استمر أكثر من ثلاثة قرون هو استعمار طيب، بل حلو مثل البقلاوة!، والاستعمار الفرنسي الذي دام قرابة قرن ونصف هو استعمار مكروه، وقذر مثل لحم الخنزير".

ووفق أمين الزاوي، فإن الاستعمار العثماني كان غاشما ظالما واتسم بنفس الوحشية التي طبعت الاستعمار الفرنسي بما لا يجوز معه التمييز بينهما، داعيا المتعاطفين مع الاستعمار العثماني نكاية في الفرنسيين وترديدا لأسطوانة النظام العسكري، إلى استحضار أن الأتراك سلموا فرنسا الجزائر على طبق من ذهب ودون أدنى مقاومة أو حتى شعور بالذنب.

وشرَّح أمين الزاوي العقد التي خلفها النظام العسكري، القائم على شعارات خمسينيات القرن الماضي، لدى الشعب الجزائري الذي يغض الطرف عن جرائم الأتراك لكونهم مسلمون ويقيم الدنيا حاليا على فرنسا لأنها مستعمر نصراني، مذكرا الجميع أنه

كيفما كانت ديانة المستعمر فإن الاستعمار يظل فعلا شنيعا وحشيا وظالما، ومنتهكا لكرامة الشعب المحتل.
فعلا "عندما يشير الحكيم إلى القمر، ينظر الغبيُّ إلى إصبعه...".

آخر الأخبار