حينما غار عزيز "غالي" من عناية العسكر الجزائري بإبراهيم "غالي"

هشام رماح
الرخيصون كثر.. ولو عنت أسماؤهم غير ذلك.. فمن الرخيص إبراهيم "غالي"، دمية العسكر الجزائري إلى الرخيص منه عزيز "غالي"، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تلتئم الخسة والنذالة.. لكن رخص الانفصالي قد يكون مقبولا أما رخص عزيز غالي، ليس مثله شيء.
وقد يبدو منطقيا أن يدلي عزيز "غالي"، الذي يتشدق بكونه حقوقيا، برأيه فيما يراه بشأن إحياء المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، لكن أن ينحاز لأعداء المغرب ويمكنهم من السهام التي قد يصيبون بها خاصرة الوطن فهذا أمر ينم عن حقيقة ما يخالج الصيدلاني الذي تاه بين الأدوية والحقوق.
ولأن الوطن غالٍ فإن الرخيصون غالبا ما يعجزون عن الحفاظ عليه، ويختارون أقصر الطرق لتقويض سيره ونهشه مثلما تنهش الضباع القمامة التي تستطيب مثل عزيز "غالي"، الرقص على قضايا تفوق عقله القاصر وليرطن بكلام يتخذه أعداء الوطن مطية لرد الصاع إلى المغرب الذي تتكسر عند صخرته كل محاولاتهم البئيسة للنيل منه.
وبكل البؤس الممكن، لم يجد عزيز "غالي" حرجا في أن ينازع الملك محمد السادس في تجديده الثقة في ناصر بوريطة، على رأس وزارة الخارجية، وقد سبح بعيدا وتوغل في بحر الترهات ليحيل على أن تأكيد الثقة رسالة إلى تل أبيب كون المغرب ماض في علاقاته مع إسرائيل.
وما الجديد في ذلك؟ هل يحتاج المغرب للإبقاء على الوزير ناصر بوريطة، ليبعث بتطمينات لإسرائيل، لأن الأمر لا يستحق البتة، فالمغرب بلد التعهدات والالتزامات وما توثق بحضرة الملك محمد السادس وأمام الجميع من إحياء لعلاقات المملكة مع إسرائيل لا يستطيع أحد تغييره بين عشية وضحاها.
ثم إن عزيز "غالي" لم يستطع تسمية الأشياء بمسمياتها وهو الذي يرى مصلحته في معاكسة الوطن لصالح أعدائه، ولم يُحِل البتة على أن الإبقاء على ناصر بوريطة في وزارة الشؤون الخارجية كان لغرض الإبقاء على شوكة المغرب عالقة في حلق النظام الجزائري والمتنطعين من ممن يحابونه ويخطبون وده.
وكان أن أفردت "الشروق" الناطقة باسم النظام الجزائري، صباح اليوم الأحد، لعزيز "غالي" مقالا أوردت من خلاله أنه استغرب من "استمرار وزير تسبب في أزمات مع عدة دول أوروبية منها إسبانيا وألمانيا، وأخرى بدأت حاليا مع روسيا، وأيضا مع الجزائر".
واقع الحال يقول بلسان فصيح أن كلام رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يخدم أعداء المغرب ويجعله في كفتهم يريد من وراء ذلك ترجيحها واستدرارا لما قد ينفحونه بهم... وكأن الغيرة أصابت قلبه من عناية العسكر في جارة السوء بـ"غالي" الانفصالي.. وهو يقول لهم أنا هنا اسمي "غالي" لكن أرخص منه وأرخص حتى من الرخص نفسه.. فبكم تشترون؟