بعد هزائمهما أمام المغرب.. عسكر تبون ومرتزقة "البوليساريو" يحتمون بإيران

بعد الخسائر المتوالية التي تجرعتها الجزائر ولقيطتها الجبهة الانفصالية "البوليساريو" من قبل المغرب طيلة السنوات الماضية، ولاسيما في الشهور الأخيرة، التي وجه فيها المغرب ضربات قاسمة لخطط كبرانات العسكر الجزائري، يبدو أن هذه الأخيرة تعمل على مواصلة واحدة من سياساتها واستعداداتها لخوض مرحلة جديدة من الاستفزازات بالتعاون مع خصوم المغرب الاقليميين.
ولفت القيادي السابق في جبهة البوليساريو الانفصالية، قبل أن يتخلى عن الفكر الانفصالي ويخرط في مقترح المغرب القاضي بالحكم الذاتي الموسع بالأقاليم الجنوبية، مصطفى سلمى، إلى أن الجزائر والبوليساريو سيلجؤون في المرحلة المقبلة إلى طلب طلب العون من إيران، من أجل تلقي تدريبات عسكرية وفق نمط حديث تستعمل فيها أيضا لاتقنيات العسكرية الجديدة، محاولين بذلك معادلة الكفة مع المغرب الذي أظهر تفوقا عسكريا كبيرا بالصحراء، بالشكل الذي جعل مليشيات البوليساريو تختنق في استفزاز سعت إلى تنفيذه.
ولفت سلمى إلى أن الجزائر والبوليساريو يرتقب أن تخطو هذه الخطوة رغم ما فيه من مجازفة من احتمالية تصنيفها في لائحة الارهاب، لكونها لم يعد لديها ما تخسره بعدما بات المغرب قاب قوسين أو أدنى من حسم النزاع لصالحه.
وأشار المصدر إلى زن من بين مؤشرات الخطوة التي تخطوها الجزائر والبوليساريو أنه تم في الآونة الأخيرة، تعيين عناصر في مليشيات البوليساريو بمراكز القرار العسكري وهم مقربين من الجزائر، ويحملون جنسيتها في مواقع التنسيق والتعاون والادارة والامن العسكري، لضمان مرونة التواصل اليومي مع الجانب الجزائري.
وتابع المتحدث أنه لكي تبقى مليشيات "البوليساريو" شرق الحزام، وتستطيع تنفيذ "هجمات" ضد القواعد المغربية، تحتاج أن تختبئ تحت الارض وتتدرب وتألف العيش تحت الارض. و هو وضع عسكري مغاير تماما لما تعرفه قواتها.
و إن كانت المناطق جنوب "وادي تنافظ" حيث تبدأ منطقة "تيرس" بحكم الساقطة عسكريا لكونها محصورة بين الاراضي الموريتانية والحزام الدفاعي المغربي ولا تساعد طبيعة جغرافيتها على الاختباء، فإن تركيز "البوليساريو"، يقلو مصطفى سلمى، سيكون على مناطق زمور من "امهيريز" شمالا التي تشكل اوديتها الضيقة وغطاءها النباتي وكثرة مرتفعاتها وقرب بعضها من الحزام الدفاعي بيئة مناسبة للإختباء وتشييد التحصينات، إضافة لإتصالها مع الاراضي الجزائرية وقربها من مراكز الامداد.
واعتبر القيادي السابق في البوليساريو أن "التكيف مع أسلوب حرب التحصينات والمخابئ يحتاج جهدا ووقتا، وبالاخص خبرة لا تمتلكها حتى الجزائر الحليف والداعم الرئيسي للبوليساريو، لذلك أصبح طرق باب الايراني أكثر من محتمل، إذا ما أخذنا في الحسبان أن أسلوب حرب الانفاق والمخابئ إشتهرت به حديثا أذرع إيران في مناطق نفوذها، وخاصة في لبنان وفلسطين واليمن التي يحارب فيها حلفاء إيران في مساحات ضيقة، وفي مناطق تخضع لجميع أشكال المراقبة، تجعل درجة الخطر بها عالية، كما هو حال المناطق الصحراوية شرق الحزام بعد 13 نوفمبر"، يقول مصطفى سلمى.