تبون يسقط في المحظور ويكشف لعبته لصرف الانتباه عن أزمة الغاز في الجزائر

هشام رماح
الاقتصاد في الجزائر معتل والهروب من مواجهة أسباب علته نحو معاداة المغرب، حل يراه النظام العسكري مناسبا لإسكات أصوات الداخل، مثلما عمدت رئاسة الجارة الشرقية إلى وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي منذ متم أكتوبر الماضي بسبب عدم كفاية موارد الغاز في البلاد لتلبية حاجيات الداخل بينما جرى تسويق هذه الخطوة كـ"عقاب" للمغرب.
وانكشفت ألاعيب النظام الجزائري جلية بعدما عمد عبد المجيد تبون، إلى إصدار "أوامر بترشيد الاستهلاك الداخلي من أجل الحفاظ على الموارد الطاقوية للرفع من قدرات التصدير"، كما أوردت "الشروق" البوق المطبِّل لساكن قصر المرادية والعسكر الذي أحله محل الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وسقط الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في المحظور بعدما أبدى تناقضا في "أوامره" التي تنم عن خصاص في الغاز داخل البلاد بشكل يجعل موارد الجارة الشرقية غير قادرة على تلبية الحاجيات الداخلية والالتزام بعقود التصدير الخارجية دون "ترشيد" استهلاك هذه المادة الطاقية.
وتفيد "أوامر" بوتفليقة بأن موارد البلاد استنزفت وتعيش فصلها الأخير بعدما جرى تجفيف منابع الغاز دون أن يستفيد حرائر وأحرار الجزائر من مقدرات بلادهم التي صرفت بالملايير على انفصاليي "بوليساريو" وعلى حياكة الدسائس والمؤامرات ضد المغرب.. العدو الأبدي للعسكر.
وفيما نهب النظام خيرات الجزائر لم يعد من بُدٍّ أمام رئاسة الجارة الشرقية غير "أمره" بالكياسة في استهلاكه، وقد رمى عبد المجيد تبون بوزر الترشيد على المواطنين المغلوبين، حتى تستطيع البلاد تزويد دول أوربية بما تحتاجه من غاز.
وبدا جليا أن قرار الرئيس الجزائري وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي في منتصف ليل فاتح نونبر الجاري، بدعوى أن الأمر يندرج ضمن تصعيد النظام العسكري ضد المغرب ليس غير محاولة لذر الرماد في العيون وتحويل دفة انتباه الشعب الجزائري نحو الجار الغربي بدلا من وضع الاصبع على الجرح المتمثل في جفاف منابع الغاز في البلاد.
ويبدو عصيا على الجارة الشرقية سد حاجياتها من الغاز كما تظهر فيديوهات مواطنين جزائريين وهم يسعون للحصول على المادة التي تشكل عصب الاقتصاد الجزائري الذي انكب عليها دون خلق بدائل، إذ وجد النظام العسكري نفسه في مواجهة حيص.
وتتجسد أزمة الجزائر في رغبتها في ترشيد استهلاك الداخل لسد حاجياتها والالتزام تجاه العقود المبرمة مع أوربا بشأن تزويدها بالغاز، وقبل كل هذا وذاك إيهام الجميع أن النظام الذي يدعي كونه "قوة ضاربة" اتخذ قراره بوقف العمل بأنبوب الغاز المغاربية طواعية ومن تلقاء نفسه والحال أنه مُكره رغما عنه.. لا بطل.