فلاحون وبيئيون: "زراعة البطيخ والحرائق حولت واحات درعة إلى منطقة منكوبة"

الكاتب : الجريدة24

29 ديسمبر 2021 - 07:00
الخط :

أمينة المستاري

حذر بيئيون وفلاحون بزاكورة من كارثة بيئية ستعصف بواحات منطقتي محاميد الغزلان وزاكورة، بل والتمسوا من عامل الإقليم الإعلان عن تحولهما إلى منطقة منكوبة.

خلاصة توصل إليها المجتمعون في يوم دراسي عقدته جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، بحضور تمثيلية الفلاحين بواحات درعة الست وفعاليات المجتمع المدني وباحثين.

أقشباب جمال، رئيس الجمعية، في تصريح للجريدة24، أن ممثلي ست واحات بدرعة "محاميد الغزلان، مزكيطة، تنزولين، ترناتة، فزواطة، تكونيت"، حضروا اليوم الدراسي لتسليط الضوء على خطورة الوضع الذي تعيشه الواحات، بسبب الجفاف والحرائق والبطيخ الأزرق وهي موضوع الورشات، والتي تقدمت بنتائجها وفتح نقاش.

قضايا ومشاكل الواحات احتلت جزءا كبيرا من النقاش، لاسيما الموارد المائية التي تعرف تدهورا خطيرا بواحات زاكورة، لاسيما المياه السطحية المرتبكة بسد أحمد المنصور الذهبي يعرف قلة المياه، والذي يسقي 26 ألف هكتار، فحقينته لم تعد تكفي لطلقاته، وأيضا في غياب دراسة لمعدل المياه الجوفية والتي تضررت بشكل كبير بالجفاف 2014إلى 2021 ، لقلة التساقطات المطرية.

زراعة دخيلة أثرت بدورها على الواحات وهي زراعة البطيخ الأحمر "الدلاح"، بسبب استنزافها للمياه، فمن ألف هكتار سنة 2008 وصلت 20 ألف هكتار سنة 2016 ، وحسب دراسة للحوض المائي لسوس ماسة ف14 مليون متر مكعب هي كمية المياه التي يستنزفها الدلاح، وتحولت مجموعة من الواحات إلى مقابر وآثار.

يذكر أن اللقاء الدراسي طرح مجموعة من التوصيات حول سبل تجاوز الوضعية المقلقة والكارثية التي تعيشها واحات إقليم زاكورة، وتم تشكيل التنسيقية المحلية لإنقاذ واحات إقليم زاكورة، وطرحت فكرة توسيع دائرة الانضمام إليها لتشمل هيئات مدنية وسياسية ومهنية لتشكل النواة الأولى لخلق لوبي قوي للدفاع عن قضايا واحات إقليم زاكورة.

واستعرض الحاضرون الوضع الكارثي الذي تعيشه واحات إقليم زاكورة، بسبب التدهور الخطير للموارد المائية السطحية والباطنية بسبب الجفاف والاستنزاف، والتدهور الغير مسبوق لأشجار النخيل بالواحات بعد أن تحولت أغلبها إلى أطلال ومقابر، وارتفاع نسبة التصحر وزخف الرمال إلى أرقام قياسية، واستمرار ظاهرة الحرائق بجل الواحات بشكل كبير.

مشاكل أثرت بشكل كبير على ساكنة المناطق المنكوبة، ورفعت نسبة الفقر والبؤس مما أدى إلى تزايد نسبة الهجرة في كل مناطق الواحات، يؤكد جمال أقشباب، حيث عمدت مجموعة من الأسر إلى الهجرة نحو الشمال، بعد فقدانها أملاكها واحتراق مورد رزقها أو جفافة بسبب ندرة المياه.

واستنكرت الجمعيات الحاضرة غياب العدالة المجالية وضعف نسبة الاستثمارات بالنسبة للمؤسسات العمومية بمجال واحات درعة، بالإضافة إلى الفراغ المؤسساتي في مجال تدبير الشأن المائي، ومعاناة الفلاحين مع مؤسسة وكالة الحوض المائي درعة وادي نون بسبب بعد مقرها الرئيسي عن المنطقة، وكان الأحرى وضع مقرها بزاكورة التي تعتبر الأقرب من جميع الجهات، فهناك فراغ مؤسساتي فالوكالة في واد والمكتب الوطني للماء في واد آخر.

واقترح المشاركين في اليوم الدراسي، تشجيع البحث العلمي لاكتشاف المياه الجوفية، بتأطير الفلاحين وخلق استثمارات وصناعة فلاحية وهي صناعة التمور وتثمينها، من شأنها محاربة البطالة وتشجيع الفلاحين على بيع منتوجهم، وطالب أقشباب بفتح تحقيق في استنزاف المياه بمنطقة تانسيفت بأكدز.

آخر الأخبار