لماذا الإنفلونزا الموسمية بالمغرب هذا العام أكثر شراسة؟

عرفت الإنفلونزا الموسمية، انتشارا كبيرا بالمقارنة مع السنوات الماضية، حيث أصيب عدد من المغاربة بهذا الفيروس وظنوا أن الأمر يتعلق بكورونا، نظرا لتقارب شدة أعراضها.
وفي السياق ذاته، قال سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية لكوفيد 19، في حديثه للجريدة 24، أن وثيرة أعراض الإنفلونزا من زكام وارتفاعا درجة الحرارة وألم في الصدر، كانت أكثر شراسة بالمقارنة مع وقت سابق.
وأضاف عفيف، أن عدد كبير من المواطنين ظنوا أن الأمر يتعلق بفيروس كورونا، غير توافدهم الكثيف على مراكز الفحوصات المخبرية أكدت عكس ذلك، بكون الأمر راجع أن الانفلونزا نظرا لجو المتقلب، تعرضت لتحور طفيف جعلها أكثر شراسة.
وابرز المتحدث ذاته، أن هناك فرق كبير بين متحور أوميكرون والانفلونزا الموسمية، بكون الأول أعراضه تتمثل في سيلان الأنف واحمرار الحلق وكثرة السعال مع ألم في الرأس، بالإضافة إلى سرعته في الانتشار بنسبة 70 في المائة، أما الانفلونزا الموسمية فهي تشترك مع اوميكرون فقط في سيلان الأنف والسعال، ولكن هذا الموسم كانت جد قوية، الأمر الذي جعل يشك على أنهم مصابون بكورونا.
ودعا عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد 19، غير الملقحين إلى الإقبال على تلقي اللقاح، إلى جانب إعتماد إرتداء الكمامات وتغيريها كل أربع ساعات، وغسل اليدين بإستمرار، موضحا أنه وفق الدراسات فإن مثل هاته التدابير الوقائية تساهم بشكل كبير للحد من إنتشار العدوى.
وفي المقابل عجزت الصيدليات عن توفير عدد من الأدوية التي يحتاجها المغاربة، الأمر الذي اثار استيائهم، خاصة مع انتهاء موسم الخريف وبداية فشل الشتاء.
ووفق ما عاينته الجريدة 24 في عدد من الصيدليات بالدار البيضاء، فإنه نتيجة ارتفاع إصابة المواطنين، بانفلونزا الموسمية، اختفت أدوية الزكام والسعال داخل الصيدليات، بعد الاقبال المتزايد عليها.
كما اختفت العديد من الأدوية، التي تدخل في إطار البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى مضادات السعال عند الأطفال.
وعبر عدد من الفاعلين عن القطاع الصحي، على ضرورة تدخل وزارة الصحة لتفعيل المرصد الوطني للدواء، وتفادي فقدان الأدوية من دون سبب.
كما تم تشديد على ضرورة قيام وزارة الصحة بتفعيل القانون 17.07، قصد تأمين المخزون الاحتياطي، لتفادي انقطاع الدواء من السوق الوطنية، خاصة مع ارتفاع عدد الإصابات بالإنفلونزا الموسمية.