العلاقات المغربية-الألمانية تعرف تطورات جديدة

الكاتب : انس شريد

12 يناير 2022 - 11:00
الخط :

عرفت العلاقات المغربية والألمانية، تطورات جديدة في مسار انتهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، التي دامت لشهور.

وقالت السفارة الألمانية في الرباط، في تصريحات إعلامية، أنه تم الموافقة على وضع تسان أيزن، مع اختيار اسم أخر خلال اليومين المقبلين، قصد تعيين أحدهما خلفا للسفير الألماني السابق غوتز شميدت بريم.

وأكد ذات المصدر، أن اتخاذ مثل هذا القرار، يعني أن التوترات التي نشأت في وقت ستتم إزالتها، حيث سيتم ترسيم السفير الجديد في المستقبل القريب.

وعبر رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، فرانك فالتر شتاينماير، في رسالة سابقة وجهها إلى الملك محمد السادس، بمناسبة السنة الجديدة، عن دعم ألمانيا المستمر والقوي للتطور الرائع للمغرب.

وأضاف الرئيس الألماني “أثمن عاليا مبادراتكم المبتكرة في مكافحة التغير المناخية، وفي مجال التحول الطاقي”، مبرزا أنه “بفضل التطور الديناميكي لبلدكم، أصبح المغرب موقعا مهما للاستثمار بالنسبة إلى المقاولات الألمانية بإفريقيا”.

وفي هذا السياق، وجه الرئيس، شتاينماير، دعوة إلى الملك للقيام بـ َ”زيارة دولة إلى ألمانيا”، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”.

وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد شتاينماير أن ألمانيا “تعتبر مخطط الحكم الذاتي، الذي قدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة، وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل إلى اتفاق” لهذا النزاع الإقليمي.

وحرص الرئيس الألماني، في رسالته إلى الملك، على إبراز الدور المهم للمملكة على المستوى الإقليمي. وأكد الرئيس شتاينماير، مؤكدا “أشيد بالمساهمة الكبيرة لبلدكم من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة”.

وفي حديث سابق للجريدة 24، قال حسن بلوان المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، أن عبارات التودد المستمرة من ألمانيا تجاه المملكة، تحمل مجموعة من الدلالات السياسية، بينها وجود النية في طي صفحة الماضي، خاصة جملة دعوة فرانك فالتر شتاينماير رئيس ألمانيا، جلالة الملك محمد السادس، لزيارتهم.

وأضاف بلوان، أن ألمانيا أحسب على أن المغرب يعد حليفا وشريكا اقتصاديا مهما، بحكم موقعه الجغرافي ومكانته قاريا ودوليا، خاصة بعد تأكيد أن المغرب يعتبر موقعا مهما للاستثمار بالنسبة للمقاولات الألمانية بافريقيا.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أن ألمانيا بعدما عرفت مكانة المملكة تسعى إلى فتح قنوات جديدة من الحوار مع الرباط، هدفها الاحترام والشفافية، وهو ما أشادت به وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في وقت سابق بعد ترحيبها بالمواقف البناءة التي تم التعبير عنها.

وأبرز المتحدث ذاته، أن المغرب مستعد لبناء علاقات شراكة استراتيجية، ولكن وفق مرجعيات سياسية واضحة تحترم كل مكونات الهوية والوحدة الترابية الوطنية، بعدما أشارت سابقا أنها تأمل أن تقترن التصريحات الألمانية الأخيرة بالأفعال، وهو ما أكدته رسالة ألمانيا، بعد تأكيدها على ضرورة إرساء شراكة جديدة بين البلدين.

وأشار حسن بلوان، أن المملكة حققت انتصارا دبلوماسيا جديدا من خلال رسالة ألمانيا، بعدما اعتبرت أن مخطط الحكم الذاتي يشكل “مساهمة مهمة” للمملكة في تسوية النزاع حول الصحراء المغربي، وكذا التعبير عن امتنانها للانخراط الفعال لصاحب الجلالة من أجل عملية السلام بليبيا، مع الاشادة بالالتزام المتفرد للمغرب في مجال محاربة الإرهاب الدولي.

وأوضح المتحدث ذاته، ان مثل هاته الأمر تعد رد بشكل واضح على الأطروحة التي يروجها النظام العسكري الجزائري، متوقعا أن تعترف برلين مستقبلا بسيادة المغرب على صحرائه، وأن تلتحق بركب الدول التي فتحت قنصلياتها في الصحراء المغربية.

آخر الأخبار