الغاز الجزائري وتغطية حاجيات إسبانيا.. وعد عرقوب

هشام رماح
الانقطاع المفاجيء في إمدادات الغاز الجزائري لإسبانيا في 18 يناير الماضي، لم تمر دون أن تتجذر معها المخاوف في الجارة الشمالية من أن يكون وعد الجزائر لها بكفاية حاجياتها من هذه المادة الطاقية ليس غير "وعد عرقوب"، بما جيش الإعلام الإسباني ضد حكومة "بيدرو سانشيز" التي راهنت على وضع كل البيض في سلة الجزائر.
موقع " Noticias de Almería" أفرد مقالا مطولا حول عدم تمكن الجزائر من الوفاء بوعودها لإسبانيا بشأن إمدادها بالغاز عبر أنبوب "Medgaz" بعد وقف العمل بالأنبوب المغاربي الأوربي الذي يتخلل جزءا من التراب المغربي، متم شهر أكتوبر 2021.
ووفق نفس المصدر فإن الانقطاع الذي سجل على الساعة السادسة من مساء 18 يناير 2022، دام لمدة 36 ساعة إلى الساعة السادسة من صباح 20 يناير، وهو ما بعث إشارات غير مطمئنة حول إمكانية سد حاجيات إسبانيا من الغاز تزامنا وفصل الشتاء بالاعتماد على وعود النظام العسكري الجزائري.
وعزز الموقع الإسباني هذا الطرح بالإشارة إلى انقطاع سابق حصل في 28 نونبر 2021، بعدما جرى وقف ضخ الغاز من المصدر، إذ تم التقليص من حجم الإمدادات بواقع 12GWh في اليوم الواحد، بما مثل انخفاضا بنسبة 4,3 في المائة من حجم الضخ، وهو الانخفاض الذي لا يزال معمولا به لحد الساعة,
كذلك، جرى تسجيل انخفاض في منسوب الغاز المسال نحو إسبانيا بما يقدر بـ40GWh شهر نونبر من العام المنصرم، بواقع انخفاض بلغت نسبته 14,5 في المائة عن المنسوب الذي جرى الاتفاق بشأنه بين إسبانيا والجزائر خلال زيارة سبق وقام بها "خوسي مانويل آلباريز" وزير الخارجية الإسباني للجزائر في 30 شتنبر 2021.
وتتولد المخاوف من سوء تدبير الجزائر لعملية تزويد إسبانيا بالغاز بعد حصر هذه الإمكانية عبر أنبوب "Medgaz" الرابط بين ميناء "بني صاف" بميناء "آلميريا"، مباشرة بعد قرار نظام الـ"كابرانات" وقف العمل بالأنبوب المغاربي الأوربي ابتداء من فاتح نونبر 2021.