عمي علي الصحراوي... صلابة رجل يهابه الحجر وسخره الله لإنقاذ ريان

الكاتب : الجريدة24

05 فبراير 2022 - 04:06
الخط :

فاس: رضا حمد الله

عمي علي الصحراوي أسد من أسود هذا الوطن، يستحق وقفة إجلال واحترام وتقدير. إلى حين لم يكن أحدا يعرفه إلا من استنجدوا بتجربته في حفر الآبار. لكنه اسمه اليوم نار على علم وصوره تتصدر  وسائل الإعلام واسمه على كل لسان، لما حققه ويستحق عليه الثناء.

عمي علي عمره 68 سنة، قام بالكثير من أجل إنقاذ حياة الطفل ريان العالق منذ 4 أيام في قعر بئر بعنق 32 مترا بدوار إغران بشفشاون. صبر وتحمل من أجل رسم البسمة على وجوه ام واب ريان وكل المغاربة والعالم.

كل بسمة يرسمها على محياه وهو يغادر باب النفق الأرض الذي حفره ورجاله، تنفرج معه أسارير آلاف الناس المناظرين لنجاة ريان الطفل الشمالي ذي 5 سنوات الذي وحد العالم في حبه والدعاء له وذوب الخلافات والحزازات، رافعا سمو الإنسانية فوق كل الاعتبارات.

أكثر من 20 ساعة متتالية قضاها عمي علي وطاقمه، في حفر ثقب طوله 6 امتار للوصول لحيث يوجد ريان. لم يستعمل آلات متطورة، بل اعتمد على آليات يدوية من أجل إنقاذ الطفل ريان، متشبثا بالأمل رغم الألم والمعاناة والشقاء، لأنه وضع على عاتقه مسؤولية إخراجه من الجب حيا بعدما فشلت محاولات ذلك طيلة 4 أيام.

منذ بداية عمليات الإنقاذ ومحاولات إخراج ريان من قعر ثقب البئر، ظل واقفا وقفة الرجل الذي لا يكل ولا يمل ولا يخاف من أجل أن يعيش هذا الطفل الصغير الذي شدت قضيته أنظار العالم. بات الليل دون نوم يحفر ويكسر الحجر ويكنس التراب، متحملا ما لا يتحمله غيره، مسلحا بالعزم والإصرار على ألا يترك "الديگاجور" من يده حتى يرى ريان ويخرجه سالما.

عمي علي تستحق من كل المغاربة وقفة احترام من كل العالم ومن تتبع جهودك وجهود كل فريق الإنقاذ حتى لا نبخس مجهود أحد. شكرا لك عمي علي، ودمت أسدا من أسود هذا الوطن، تهابهم الجبال بما علت طالما أن شموخهم أقوى من صلابة الأرض والحجر.

آخر الأخبار