عبد الرزاق مقري.. عندما يأمر العسكر الخديم الإسلاموي بالتغوط في "فايسبوك"

هشام رماح
صمت عبد الرزاق مقري "الناطق باسم الشيطان"، ورئيس ما تعرف بحركة "مجتمع السلم" في الجزائر، دهرا ثم نطق كفرا محاولا مداهنة من يتحكمون في مصيره، عبر الخوض في تجديد الولايات المتحدة الأمريكية دعمها مقترح المملكة المغربية المتعلق بالحكم الذاتي.
عبد الرزاق مقري وبعد طول غياب، أراد من جديد الإعلان عن نفسه بتدوينة تناول من خلالها التصريح الذي جعله وأسياده يحسون بالخازوق المغربي وقد شنَّفت مسامعهم "ويندي شيرمان"، نائبة وزير الخارجية الأميركي بتصريح من عاصمة المملكة الشريفة جاء فيه "إننا نستمر في اعتبار مخطط الحكم الذاتي جديا وذا مصداقية وواقعيا".
التعبير الأمريكي الصريح حول دعم المغرب تدفق على النظام الجزائري، مثل دلو ثلج، وهو أمر استشعره عبد الرزاق مقري، الذي تربى في "حِجْر" العسكر لتأخذه الحميَّة ويقرر الخربشة على صفحته في "فايسبوك" لعله يبلسم الجرح العميق الذي استشرى في نفوس أسياده وهم يعاينون الأضرار التي ألحقها بهم المغرب.
ولأن من عادة الأحمق الزيادة في "العلم" فإن عبد الرزاق مقري، الذي رسم له العسكر اللحية حتى يكون "صوتا" للإسلامويين في الجزائر، قفز في تدوينته على ما يجري في العالم بين روسيا وأوكرانيا ليسقط "طائرته" على قضية الصحراء المغربية ومن ثمة على القضية الفلسطينية.
وإذ يلزم بداية تنبيه عبد الرزاق مقري الذي يدعي حفظ القرآن الكريم، أن كلمة "بخس" تكتب بالسين في نهايتها وليس بالصاد هكذا "بخص" كما كتب وهو يحاول استعراض لغته في تدوينة ركيكة لا تستقيم، ولا جديد يذكر فيها غير أنه عبر من خلالها عن الألم الذي يعتصره ومن دفعوا به إلى المشهد السياسي في الجارة الشرقية من "القالب" المغربي.
وفيما خاض عبد الرزاق مقري في الكلام قائلا إن "الولايات المتحدة الأمريكية تبتز كل دول العالم لجعلها تحت مظلتها بمناسبة أحداث أوكرانيا، هي السبب الأصلي للمأساة التي يعيشها الأوكرانيون، وهي من ألجأ روسيا إلى ما أقدمت عليه ثم تستغل المأساة للضغط على الدول لتسير في ركبها. لن يفلحوا ولن يكون العالم أبدا كما يريدون"، فإنه عرج على المغرب و"ضرط" بالقول إنه "استغل الوضع ليسير في ركب المجرمين في حق إخوانهم الفلسطينيين".
حسنا.. وبالعودة لما دونه هذا الإسلاموي خديم العسكر، فلا جديد في كل ما قاله، لأنه يردده دوما متى تلقى تعليمات بذلك، لكن الجديد المستجد هو الصفعة التي تلقاها النظام الجزائري وآلته الدعائية في حضرة العرب، اليوم الأربعاء، حينما أشاد الوزراء العرب وبحضور جزائري مهم، بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة ودعمه لصمود الشعب الفلسطيني.
ويبدو أن عبد الرزاق مقري، يقرأ ما يجري في العالم خارج "قوقعته" خارج السياق، فهل هو أعلم بحقيقة ما يجري على أرض الواقع من أعضاء اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الاسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة؟، أم أن مهمته تتوقف دون الفهم والإدراك لترديد ما يلقن إليه من كلام مثل الببغاء؟.
إن المغرب ليس في حاجة ليدافع عن نفسه إزاء القضية الفلسطينية وخدمته لها.. الواقعيون والعارفون بخبايا وظاهر الأمور يتكفلون ويضطلعون بذلك إحقاقا للحق كما حدث اليوم من لدن وزراء العرب أمام الوفد الجزائري في اللجنة التي انعقدت، قبيل أعمال الدورة العادية الـ 157 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية.
ثم ماذا فعل النظام الجزائري للقضية الفلسطينية؟ ولماذا لم يشر بلاغ اللجنة الوزارية العربية لا من بعيد ولا من قريب للجزائر في هذا الشأن؟ الجواب بسيط. لأن النظام الجزائري لم يفعل شيئا البتة، ومتى أحس نفسه "فاترا" في الدفاع عن الفلسطينيين يحاول التغطية عن فتوره بدفع أمثال عبد الرزاق مقري للتغوط في "فايسبوك" ليزكمنا بروائحه النتنة.. وذلك حسبه.