خوفا من مساءلته.. تبون يفرج عن 50 معتقلا تزامنا وزيارة "آنتوني بلينكن"

هشام رماح
لم يكتف عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري، بالتباكي أمام "آنتوني بلينكن" وزير الخارجية الأمريكي وهو يحاول استمالته بـ"المسكنة" ولعب دور الضحية، بل زاد على ذلك هدية تكشف ثناياها حجم الخوف الذي يستبد بنظام العسكر من نظرة الأمريكان، وقد جرى إطلاق سراح نحو خمسين من معتقلي الرأي في محاولة طمس معالم نظام استبدادي قائم على قمع الشعب إلى أجل غير مسمى.
وتزامنا مع حلول "آنتوني بلينكن" بالجزائر لملاقاة عبد المجيد تبون في قصر "المرادية" جرى الإفراج عن خمسين معتقلا من حرائر وأحرار الشعب الجزائري بعدما سبق ووجهت إليهم تهم ثقيلة بغية إقبارهم مدة طويلة في غياهب السجون.
وفيما نزل "آنتوني بلينكن" بالجزائر يوم الثلاثاء 30 مارس 2022، فإن قرار الإفراج عن سجناء النظام الغاشم نزل بدوره تزامنا مع يوم الزيارة، وهي مبادرة ارتأى النظام العسكري بذلها لإظهار مدى انصياعه للولايات الأمريكية المتحدة خاصة وأن السفيرة الأمريكية "إليزابيث مور" التي اعتمدت في الجزائر شهر فبراير، باشرت كل المساعي لتحقيق ذلك.
وكان النظام العسكري تحسب لإثارة وزير الخارجية الأمريكي مسألة حقوق الإنسان وتجبر العسكر على الشعب الذي طالب بتغيير رموز الحكم، مما جعل عبد المجيد تبون يذيل قرارات بالإفراج عن المعتقلين الذي توبعوا بتهم ما كانوا ليروا النور بسببها لسنوات طوال.
ورغم الإفراج عن المتهمين تحقق النظام العسكري من إمكانية مواصلة الضغط على المفرج عنهم، إذ أن الإفراج جاء مؤقتا في انتظار إجراء محاكمات بشكل بعدي، وهو أمر بعث على المخاوف لدى المفرج عنهم بكون النظام قد ينتقم منهم مرة أخرى ويعمد إلى اعتقالهم بعدما تهدأ الزوبعة التي أثارتها زيارة "آنتوني بلينكن" إلى الجزائر.