هكذا صفعت موريتانيا النظام الجزائري وأعلنت براءة المغرب من أي استهداف لها

هشام رماح
لم تنجر موريتانيا إلى الوقيعة التي ينشدها النظام العسكري الجزائري مع المملكة المغربية، وقد اتخذت نواكشوط موقفا واضحا إزاء اتهام الجزائر للمغرب بالتحرش بجارته الشمالية واستهدافها عبر قصف أودى بثلاثة أفراد، لتكشف دناءة الـ"كابرانات" وافترائهم لزرع الفتنة والفرقة بين الجيرة الإخوة.
وفي رد صريح على بيان الخارجية الجزائرية الذي جاء محملا باتهامات سافرة وواهية للمغرب باستهداف ما وصفتهم بـ"رعايا ثلاث دول"، كشف محمد ماء العينين ولد أييه الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، أن نواكشوط لا تعتبر نفسها مستهدفة بهذه العملية. لماذا؟ ببساطة لأن حادث القصف الذي تحدث عنه النظام الجزائري وأشار إلى أنه وقع يوم الأحد الماضي، وأدى لسقوط ضحايا وجرحى، كان خارج الأراضي الموريتانية، وبالتالي لا يمكن الحديث عن أي اعتداء عسكري على موريتانيا، كما حاول العسكر الجزائري التسويق له.
خرجة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، بعد ظهر أمس الأربعاء، جاءت لتسلط الضوء على ما خفي من قضية الاتهامات التي وجهها النظام العسكري الجزائري للمغرب من أجل بث الخلاف بينه وموريتانيا، إذ كشف أيضا أن من بين الضحايا الثلاث مواطنين موريتانيين، وهو ما يفند ادعاء الـ"كابرانات" كون الضحايا هم ثلاثة من رعايا ثلاث دول في المنطقة.
وبمنطق إياك أعني واسمعي يا جارة، أفحم محمد ماء العينين ولد أييه الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، النظام الجزائري والموريتانيين الذين حاول اللعب على مشاعرهم لاستعداء المملكة المغربية بالقول إنه ليس هناك من داع يستدعي إصدار وزارة الخارجية الموريتانية لبلاغ حول ما وقع، بما يؤكد أن حادث القصف الذي تحدثت عنه الخارجية الجزائرية، وإذا ما حدث فعلا، فقد يكون وقع فوق الأراضي المغربية وحينها يحق لحماة المغرب ضرب كل متسلل عنت له فكرة اختراق حرمة البلاد خاصة في منطقة عسكرية مفتوحة على كل الاحتمالات.
ويبدو أن النظام العسكري الجزائري المترنح قد اعتاد على الخيبة وجر أذيال الفشل في كل محاولة تستهدف جعل المنطقة على شفير حرب بين الإخوة، فكما أن المملكة يجري اتهامها بالاعتداء على جيرتها، تتم تبرئتها من قبل هؤلاء الجيران الذين يخلون ساحتها صراحة وبلا مواربة، لينفوا عنها كل الادعاءات التي يروجها لها نظام عسكري سأم الجميع من رؤيته خائبا مترنحا على شتى الجبهات.
وبالعودة لحادث القصف الذي صدعت الخارجية الجزائرية العالم به لتحويل دفة الاهتمام بعيدا عن الخيبة الإسبانية التي تجرع مرارتها رمطان لعمامرة، ومن يسخرونه، فإن للمغرب كل الحق أن يضرب كل من يتحرك في منطقة عسكرية مشوبة بمواجهات مع عناصر انفصالية مسلحة تخوض حربا بالوكالة نيابة عن الجزائر، وهي منطقة لا يدخلها عاقل ولا يخوض غمارها إلا من لهم نوايا مبيتة ضد سلامة الأراضي المغربية.
ثم من ذا الذي يرمي بيده إلى التهلكة ويزج بنفسه في معترك النار، من "المدنيين" الذين تحاول أن تجعلهم الجزائر "أعواد ثقاب" تضرم النيران في المنطقة المغاربية ككل، وهو يعلم أن أعين الصقور المغاربة تترصد الدخلاء ودبيبهم لتحولهم إلى أشلاء بعدما اخترقوا مجالها الترابي وحسبها في ذلك أنها تلتزم بالدفاع الشرعي.. الحق المكفول لها كونيا للذود عن وطنها؟؟؟