بوادر تصدع داخل أغلبية مجلس جماعة بنسليمان

الكاتب : الجريدة24

20 أبريل 2022 - 11:30
الخط :

بوشعيب الحرفوي

لم تكد تمضي سوى ستة أشهر على تشكيل مجلس جماعة بنسليمان، حتى ظهرت في الآونة الأخيرة بعض التدوينات والمقالات التي تشير إلى أن الأمور ليست على ما يرام بين أعضاء المجلس، وهو ما ينذر بوجود خلافات وصراعات خفية بين أعضاء المكتب المسير، قد تكون مؤشرا لبوادر تصدع وانشقاق داخل أغلبية المجلس.

وفي هذا الصدد، يتابع الرأى العام المحلي باستغراب شديد لجوء بعض نواب الرئيس إلى اتخاذ صفحات الفايسبوك لطرح واقتراح بعض القضايا والمشاريع التي تهم مدينة بنسليمان، عوض طرحها والدفاع عنها بشكل مسؤول داخل مكتب المجلس وخلال الدورات العادية والاستثنائية التي ينظمها القانون التنظيمي للجماعات الترابية. كما أن البعض من أعضاء الأغلبية، خرج بتصريحات لبعض المواقع والجرائد الإلكترونية، يتكلم فيها عن بعض المشاكل التي تعيق تدبير شؤون المدينة.

وغالبية التدوينات والتصريحات تلمح بشكل ضمني وصريح إلى مسؤولية رئيس المجلس الجماعي في تعثر المشاريع التنموية بالمدينة.

لكن الغريب في الأمر هو أن البعض من هؤلاء الأعضاء يمثلون الأغلبية ويتولون مهام داخل مكتب المجلس وأعضاء بلجانه، فكان بالأحرى تناول القضايا التي تهم المدينة والدفاع عنها بشكل مسؤول، في مجالس الجماعة عوض خلق "البوز" ونشرها بفضاء الفايسبوك ؟!!! وإلا - يتساءل المواطن السليماني- " عن الجدوى من الترشح ونيل ثقة المواطنين اذا كانت هذه العملية لا تخدم مصالحه ولا تعبر عن همومه وحاجياته داخل مجالس الجماعة التي هي المخول لها دستوريا وقانونيا اتخاذ القرارات التي تهم المدينة، عوض التهرب من المسؤولية واللجوء الى فضاءات أخرى لنشر تدوينات حول أمور الجماعة، قد لا تجد صدى ولا تتخذ على إثرها قرارات جماعية"؟!!

وحسب بعض المهتمين والمتتبعين للشأن المحلي، فإن الخرجات الأخيرة لبعض أعضاء المكتب المسير للجماعة غير بريئة، ومن المستبعد أن تكون ناتجة عن غيرة هؤلاء في الدفاع عن مصالح المواطنين ورغبتهم في تحسين وتجويد الخدمات الجماعية، مما دفع البعض إلى طرح تساؤلات عديدة حول هذا التحول المفاجئ في المواقف؟ وحول ما إذا كانت هناك أيادي خفية تتحكم من وراء الستار في ما يجري داخل جماعة بنسليمان، لأسباب لا يعلمها إلا القائمون على تدبير شؤون الإقليم والمدينة؟

وتبقى هاته التساؤلات حسب البعض "منطقية، وذلك بالنظر إلى سرعة تغيير المواقف لدى بعض الأعضاء الذين كانوا بالأمس القريب يهللون ويطبلون ويهرولون نحو رئيس الجماعة خلال تشكيل المكتب لتزكيته ليكون هو المسؤول عن تدبير وتسيير المدينة، رغم علمهم المسبق عن فشله في التجربة السابقة، عندما كان رئيسا للجماعة خلال الولاية السابقة"، خاصة "أنه كانت هناك خيارات اخرى أمام أعضاء المجلس لاختيار رئيس جديد وإحداث التغيير المنشود". "فما الذي تغير بين الأمس واليوم حتى جعل بعض أعضاء الأغلبية ينتفضون ضد التسيير بالجماعة وهم مسؤولون ومشاركون فيه"؟

الاكيد ان غالبية ساكنة مدينة بنسليمان غير راضية على الأمور التي تدار بها شؤون المدينة، خاصة وأن مجموعة من المشاريع التنموية متعثرة، جعلت هذه الأخيرة تعيش في فوضى وتعرف تراجعا ملحوظا في جميع المجالات وعلى كافة المستويات. ومن شأن هذه الخرجات الفيسبوكية أن تعمق أزمة التسيير وتساهم في تعطيل قطار التنمية ب"المدينة الخضراء"، إذا لم يتم تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.

آخر الأخبار