منشور "فايسبوكي" حول مغربية تلمسان يزلزل النظام العسكري والخطوط الجوية الجزائرية

هشام رماح

زكاة الإبل تخرج من الماعز.. هكذا قرر القائمون على الخطوط الجوية الجزائرية، التضحية بمديرة التسويق فيها مخافة غضب العسكر بعدما جرى الترويج عبر منشور "فايسبوكي" على أن مدينة تلمسان الجزائرية تزخر بالآثار الإسبانية والمغربية.

ولم يهضم أعداء المغرب في الجزائر كيف أن المنشور أشر على حقيقة تاريخية لا ينكرها إلا هم، وهي أن حدود المملكة الشريفة كانت تمتد في القديم حتى تلمسان، وقد خلف المغاربة بصماتهم فيها بشكل لا تمحوه أحقاد معتنقي العداوة ضد المغرب.

وإذ وضع المنشور "الفايسبوكي" الخطوط الجوية الجزائرية، في حرج كبير تقرر إنهاء مهام نهلة بن بلقاسم، مديرة التسويق ثم إنهاء عقد الوكالة  المكلفة بالإتصال، من أجل تجاوز الأزمة التي تسبب فيها قول الحقيقة.

واعتبرت شركة الطيران حكومية ما قامت به مديرة التسويق خطأ جسيما، إذ فيما كانت المهمة تقتضي الترويج للسياحة في الجزائر، تم الترويج لمدينة تلمسان كونها زاخرة بالآثار "الإسبانية-المغربية" وطابعها الأندلسي، كما انها "مدينة الفن والتاريخ" الملقبة بـ "لؤلؤة المغرب العربي".

واغتاظ النظام العسكري من تدبير الخطوط الجوية الجزائرية للحملة الترويجية بعدما سجل تجاهل واضح لـ"جزائرية" تلمسان المدينة التي، وكما يفيد تراثها، ترتبط أكثر بالمغرب وإسبانيا، ما جعل من مديرة التسويق كبش فداء لحملة العداء التي يشنها رموز النظام على المغرب.

وهبت أبواق إعلامية في الجارة الشرقية للدلو بدلوها في القضية وقد أنزلت سياطها على ظهر مديرة التسويق في الخطوط الجوية الجزائرية وعلى وكالة التواصل "Ganfood"  التابعة لمجموعة "Havas Group" الاستشارية الفرنسية بدعوى أن المنشور جاء في سياق مشوب بعلاقات متوترة بين الجزائر و"على وجه الخصوص مع هذين البلدين" أي المغرب وإسبانيا.