خبايا الحملة المغرضة من قبل بعض الإعلام الفرنسي ضد المملكة في قضية "بيغاسوس"

الكاتب : الجريدة24

04 مايو 2022 - 09:45
الخط :

هشام رماح

وجدت وسائل إعلام فرنسية في إعلان إسبانيا عن تعرض هاتفي "بيدرو سانشيز" رئيس الوزراء و"مارغريتا روبليس" وزيرة الدفاع للتنصت بواسطة برنامج التجسس "بيغاسوس"، فرصة سانحة لتصويب مدفعيتها تجاه المغرب، وذلك في محاولة بئيسة من بعض "الدكاكين الإعلامية" بالجمهورية لتصفية حساب قديم مع المملكة التي توغلت كثيرا مع متهميها في بلاط العدالة وكشفت ادعاءاتهم المغرضة بشأن القضية المشابهة والتي سبق وأثيرت في فرنسا صيف العام المنصرم.

وكان "فيليكس بولانيوس" الوزير في الحكومة الإسبانية قال خلال مؤتمر صحافي، أمس الإثنين، إنه تم اختراق الهاتف المحمول لـ"بيدرو سانشيز" رئيس الحكومة مرتان في شهر ماي 2021، بينما جرى استهداف هاتف "مارغريتا روبليس"، وزيرة الدفاع، مرة وحيدة في يونيو من العام نفسه، وهو الأمر الذي تلقفته منابر إعلامية فرنسية بكثير من الغبطة وقد رأت فيه مناسبة جديدة للتحامل على المغرب ووضعه في قلب الجدل، لعلها تقضي أمرا ما في الخصم الذي انتصب ضدها سابقا ونال منها أمام مرأى الجميع.

الدكاكين الإعلامية الفرنسية والاتهامات الجاهزة للمغرب

وإذا كانت صحف إسبانية ذائعة الصيت مثل "El Pais" و"El Mundo" و"ABC" تحرت المهنية والحيطة في معالجتها للقضية التي أصبحت حديث القاصي والداني في الجارة الشمالية، دون أن تنحو نحو رمي الآخرين بالاتهامات، وقد أحجمت عن الخوض فيما لا تعلمه مكتفية بسرد بعض تفاصيل ما بلغها من القضية، فإن إذاعة "France Inter" وصحيفة "Le Monde" في فرنسا كان لهما رأي آخر وقد جنحا إلى اتهام المغرب بالضلوع في التنصت على المسؤولين الإسبانيين، في إخراج رديء وسافر منهما لتهمة جاهزة كانا ينتظران بحرقة أن تبرق أمامهم فرصة لتلفيقها إلى المغرب.

أي نعم، لقد تزامن التاريخ المعلن عنه من قبل الإسبان بشأن التنصت على رئيس الحكومة ووزيرة الدفاع يوافق الأزمة الدبلوماسية التي انفجرت منذ 18 أبريل 2021 بين المغرب وإسبانيا بسبب استقبال الأخيرة في تواطؤ حينها مع الجزائر للانفصالي إبراهيم غالي، للعلاج من "كورونا"، لكن هذا التاريخ أيضا يوافق، المشاكل العاصفة التي كانت تعتمل في إسبانيا مع الانفصاليين الكاتلان، والاستعدادات التي كانت جارية للعفو عن قياديين من الإقليم الذي ينادي بالانفصال عن الحكومة المركزية في مدريد.

ورغم أن كل التكهنات تفيد بأن عملية التنصت قد تكون مرتبطة بما يجري بين حكومة "بيدرو سانشيز" وانفصاليي الداخل الإسباني، خصوصا بعد ورود اتهامات بتعرض عشرات هواتف الأشخاص المرتبطين بشكل أو آخر بالحركة الانفصالية في إقليم كتالونيا، للاختراق عبر برنامج "بيغاسوس" في الفترة الممتدة من 2017 إلى 2020، بحسب ما يشير إليه تقرير لخبراء عاملين في مجموعة "سيتيزن لاب"، إلا أن الدكاكين الإعلامية الفرنسية كان لها رأي آخر في القضية فهي لا ترى متهما آخر غير المغرب. لكن لماذا المغرب دون غيره؟

المغرب "وفوربيدن ستوريز".. حكاية عداء طويل

إن المغرب متهم مبدئي لدى إذاعة "France Inter" وصحيفة "Le Monde" لأنهما عضوان في ائتلاف "فوربيدن ستوريز" الذي كان شن حملة مغرضة ضد المملكة يروم من خلالها تسميم علاقاتها مع شركائها مثل فرنسا، عبر اتهام سلطاتها بالتجسس على الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ومحيطه، غير أن المغرب لم يَهُن للائتلاف ولم يخضع أو يخنع مثل أي بريء متأكد من براءته، ووقف لهذا الائتلاف بالمرصاد وقرر اللجوء إلى القضاء الفرنسي مؤمنا ببراءته وافتقار المدعين ضده لأي دليل يثبت تورطه فيما اتهم به، وهو ما تم بالفعل ولتنكشف ألاعيب الائتلاف ومحاولته استهداف المغرب تنزيلا لأجندة معادية له خدمة لجهات معينة تضخ المال فيها لمثل هكذا أغراض دنيئة.

ويبدو تحامل بعض الإعلام الفرنسي على المغرب مفضوحا، خاصة وأن المدير العام لشركة "NSO" الإسرائيلية سبق وأكد في تصريحات متواترة أن العديد من الدول الأوربية تتوفر على برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طورته، ولسخرية القدر من بين هذه الدول ذكر إسبانيا وألمانيا، وهو أمر يدفع لالتزام الحذر، بشكل أكثر، في اتهام أي طرف بالضلوع في التنصت على المسؤولين الإسبان، من قبل الإعلام في الجارة الشمالية، لكن هبَّة الدكاكين الفرنسية لاتهام المغرب جزافيا جاءت لتسلط الضوء على ما خفي من نوايا "فوربيدن ستوريز" وعبره إذاعة "France Inter" وصحيفة "Le Monde"، تجاه بلد كشف الوجه البشع لهذا الائتلاف المشكل من مرتزقة الإعلام أينما تعينوا.

من المستفيد من الحملة المغرضة ضد المغرب؟

إن في إعادة الدكاكين الإعلامية الفرنسية لوك اسم المغرب في قضية "بيغاسوس" المثارة في إسبانيا، ليثير العديد من التساؤلات حول ماهية رغبة ائتلاف "فوربيدن ستوريز" من المغرب، فضلا عن محاولة تصفية حسابات قديمة معه، إذ رغم أن الائتلاف فشل في مجاراة المملكة أمام العدالة الفرنسية كما فشل في تسميم العلاقات المغربية الفرنسية، فإنه لا يتردد عن تريد اسمه في محاولة دنيئة لتلطيخ سمعته، ما دام هذا الأمر مبتغى خصوم عدة يتربصون به ومستعدون لضخ الأموال في حسابات الائتلاف من أجل شن حملة مغرضة يظنها أعداء المملكة كفيلة بتقويض تقدمها وإبرامها علاقات متينة مع شركاء استراتيجيين مثل فرنسا وإسبانيا.

ولعل في النبش وراء سؤال من المستفيد من التنصت على هاتفي "بيدرو سانشيز" رئيس الحكومة الإسباني و"مارغريتا روبليس" وزيرة الدفاع، وربط ذلك بالاتهامات التي راجت حول تعرض زعماء انفصاليين من إقليم كاتالونيا للتجسس ببرنامج "بيغاسوس" خلال الفترة بين 2017 و2020، ما قد يفضي لمعرفة الضالعين في هذا الفعل الغير مقبول واللا أخلاقي؟ كما أن من شأن البحث عن المستفيد من الحملة الإعلامية المغرضة التي تشنها الدكاكين الإعلامية الفرنسية ضد المغرب، ما يكشف بما لا يدع مجالا للشك من يذكي هذه الحملة ويبذل كل السبل والمساعي لاستدامتها بعد الفشل الذريع الذي ذاقه هذا المستفيد من المملكة على شتى الأصعدة.

آخر الأخبار