النظام الجزائري يرتمي في حضن إيطاليا لإغاظة الإسبان

النظام الجزائري يرتمي في حضن إيطاليا لإغاظة الإسبان
سمير الحيفوفي
بعدما خابت ظنون النظام الجزائري في إسبانيا التي أعلنت موقفا تاريخيا بصدد القضية الأولى للمغاربة، جنح عبد المجيد تبون، رئيس الجارة الشرقية للمملكة نحو إيطاليا ليستدرجها عبر نية أعلنها حول سعي دولة الـ"كابرانات" لجعل هذا البلد الموزع الأول للغاز الجزائري في القارة الأوروبية.
محاولة استمالة إيطاليا، تبدو سافرة ومكشوفة انها بهدف إغاظة الإسبان، إذ فيما كانت تمثل الجارة الشمالية للمغرب الشريك الأول للجزائر بشأن الغاز في أوربا، يحاول النظام العسكري سحب البساط من تحتها لتتوضع فوقه إيطاليا، والحال أن إسبانيا استبقت مثل هكذا مناورات مفضوحة عبر تخليها عن التبعية للغاز الجزائري رويدا رويدا.
الرئيس الجزائري، وفي مستهل زيارة رسمية إلى إيطاليا تدوم ثلاثة أيام، قال إن الجزائر تسعى لتعزيز شراكتها في قطاع الطاقة مع إيطاليا، حتى تصبح الموزع الأول للغاز الجزائري في القارة العجوز، وفق ما نقلته الإذاعة الجزائرية الرسمية اليوم الخميس، في تغطية للقائه مع أفراد من الجالية بمقر سفارة الجزائر في روما.
وأفاد عبد المجيد تبون، الذي وصل إيطاليا، يوم أمس الأربعاء، بأن "الجزائر هي ثاني مزود للغاز للسوق الإيطالية" مضيفا "نسعى لتعزيز الشراكة مع إيطاليا للقيام باكتشافات أخرى، لكي ترتفع الكميات الموجهة لها ولكي تصبح الموزع لهذه المادة في أوروبا".
ووقعت الجزائر وإيطاليا في 11 أبريل الماضي اتفاقاً، يقضي بزيادة إمدادات الغاز إلى البلد الأوروبي بواقع 9 مليارات متر مكعب سنوياً، بعدما جرى وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي، الذي يمر عبر المغرب، متم شهر أكتوبر 2021، في محاولة منها التضييق على المملكة الشريفة، وجرى الاحتفاظ فقط بأنبوب "ميدغاز" يربط بين العاصمة الجزائر وآلميريا مباشرة عبر البحر المتوسط، بطاقة 8 مليارات متر مكعب سنوياً.
وفيما صفعت إسبانيا النظام العسكري بإعلانها مساندة مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء، اختار العسكر الارتماء في حضن إيطاليا، للتغطية عن الخوف الذي استبد بالجزائريين بعدما فترت العلاقات مع إسبانيا وجعل الـ"كابرانات" مستقبل غاز الجزائر على المحك، بعدما استعاضت عنه إسبانيا بالغازين الأمريكي والقطري.