الجزائر وإسبانيا.. علاقة تنتقل من النقيض إلى النقيض بسبب جنون العسكر

الكاتب : الجريدة24

13 يوليو 2022 - 11:10
الخط :

الجزائر وإسبانيا.. علاقة تنتقل من النقيض إلى النقيض بسبب جنون العسكر

سمير الحيفوفي

استقر النظام العسكري الجزائري على القطيعة مع إسبانيا، وقد قرر تعيين "سعيد موسي" السفير في مدريد، الذي استدعي في 19 مارس للتشاور منذ بداية الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا، ليتم تعيينه كسفير جديد للجزائر في باريس، خلفا لسابقه "عنتر داود".

وبهكذا خطوة فإن دوام شغور منصب سفير الجزائر في مدريد، يؤكد على أن الأزمة بين البلدين لا تزال مستمرة، وأن اللطمة التي تلقاها النظام العسكري من إسبانيا بتغييرها الموقف الذي تبنته لنصف قرن عبر دعمها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية تحت سيادة المملكة الشريفة، لا تنجلي تداعياتها بعد عن الـ"كابرانات".

وانتقلت العلاقات الجزائرية الإسبانية من النقيض إلى النقيض، فبعدما عقد البلدان العزم على حياكة مؤامرة ضد المغرب، عبر استقبال الانفصالي إبراهيم غالي للعلاج في إسبانيا في 18 أبريل 2021، وهو ما أثار حفيظة المملكة الشريفة لتعلق علاقتها مع إسبانيا.

وفيما زاد النظام الجزائري في جنونه، ظن نفسه قادرا على انتهاز الفرصة لتوجيه صفعة للمغرب عبر وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي في متم أكتوبر 2021، لكن هذا القرار شكل القشة التي قصمت ظهر البعير وقد بدا للإسبان أنهم المتضررون الأوائل من وقف الغاز وليس المغرب، لكون المصدر لهذه المادة الطاقية مجانين لا يقيمون وزنا للاتفاقات وغيرها.

وظهر أن النظام الجزائري يترنح في علاقاته مع إسبانيا، فبعدما أعلن في 8 يونيو الماضي، عن تعليق العمل بمعاهدة الصداقة التي أبرمت بين البلدين في 2002، كانت أعلنت في نفس اليوم عن تجميد المعاملات التجارية ومعها الأصول المالية للمقاولات والمستثمرين الإسبان، وهو جعل المفوضية الأوربية تهب للدفاع عن البلد الأوربي لكون الجزائر خرقت بذلك معاهدة الشراكة المبرمة بينها والاتحاد الأوربي في 2005.

ووفق صحيفة "إلباييس" فإن الجزائر تتعامل في علاقاته مع إسبانيا بشكل مضلل، إذ أبدت نيتها التراجع عن قرار تجميد المعاملات التجاري، علنا وعلى الورق فقط، خوفا من الاتحاد الأوربي، لكنها في واقع الحال لا تزال تعتمد هذا المنع.

أيضا، وحسب نفس المصدر فإن عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، قام أيضا في 14 يونيو الماضي بحركة مضللة أخرى، عندما أقال "عبد الرحمان راوية" وزير المالية، دون أن يحدد الأسباب، بينما تكفلت أبواق النظام في تبيانها وإسنادها إلى قراره تجميد الأصول الإسبانية، وهي خطوة أراد من خلالها طمأنة الأوربيين، بينما ظل الوضع على ما هو عليه.

آخر الأخبار