عندما حول الـ"كابرانات" تونس "حنبعل" إلى ولاية جزائرية

هشام رماح
حال تونس يرثي الجميع.. فبلاد قرطاج و"حنبعل" أصبحت في مهب ريح النظام العسكري الجزائري يتقاذفونها يمنة ويسرة، بعدما أبدت "تونس قيس سعيد" خنوعا وخضوعا للـ"كابرانات" مقابل الـ300 مليون دولار الشهيرة التي غدت وصمة عار على الجبين.
وتحولت تونس الأبيَّة في نظر النظام العسكري الجزائري وأزلامه إلى "ولاية جزائرية" كما عبر عن ذلك، "الهواري يغرسي"، الخبير الاقتصادي والسياسي وقبل كل هذا بوق النظام المارق بعظمة لسانه وأمام ملايين متابعي برنامج "النافذة المغاربية" على قناة "سكاي نيوز عربية"، فماذا قال هذا المريض بمرض الـ"كابرانات"؟
لقد قال العضو في ما يعرف في الجزائر بـ"الحزب الشعبي الوطني" في معرض تدخله بمناسبة فتح الحدود البرية بين تونس والجزائر بعد إعلام دام عامين، إن الجزائر تعتبر تونس أختها الصغرى وهو ما يتبدى عبر المساعدات التي تصرف لها من الغاز وأمور أخرى قبل أن تأخذه الحمية ليقترف "الحقيقة" التي يعتقدها النظام العسكري وهي أن "الجزائر تعتبر تونس ولاية جزائرية"!!!
وإذ انقضت المذيعة المشرفة على إدارة الحوارات في "النافذة المغاربية" على "الهواري تيغرسي" لتلزمه قوله وتحيله على أنه ابتدع فداحة كبرى بتصويره لتونس مثل "ولاية جزائرية" فإن الإمعة لم يعتذر عن ذلك وزاد في جهله وجحوظ عينيه، ولم لا فهو يعتقد أيما اعتقاد أن تونس ذات التاريخ التليد والضارب في القدم ليس غير تابعة لبلده الذي يظل بلا تاريخ وليس في عمره غير ستة عقود يتيمة.
وعود على بدء، فإن حال تونس يرثي الجميع، وهي من وضعت نفسها في هكذا مواقف ما كان ليتجرأ حكام الجزائر السابقين ليعلنوها صراحة، لكن وفي عهد السياسة الشنقريحية التبونية الجزائرية لم يجد حكام آخر الزمان غضاضة في امتهان كرامة تونس والتونسيين بمناسبة ودونها، كما كان حينما انتصب عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري أمام الرئيس الإيطالي هناك في البلد الأوربي ليعلن أن بلاده منشغلة بتثبيت الديمقراطية في تونس وهي تشرف على ذلك!!!
إنه منطق المجانين الذين يحكمون الجزائر ويتملكهم هوس "القوة الضارطة"، الذي يتجسد منهم على تونس وحدها دون غيرها من البلدان المغاربية التي فطنت لفداحة مواقف النظام الجزائري وفظاعة ما يبتغيه للمنطقة من وصاية عليها، وكما نفضت ليبيا وموريتانيا عنهما كل آمال الوحدة المغاربية بعدما استشعروا من النظام الجزائري المريض رغبته الدفينة في لعب دور "العراب" في المنطقة، فإن تونس لا تزال تترنح من جراء قرارات اتخذت في الماضي القريب مثل قبول العطية الجزائرية التي حان وقت أداء ضريبتها من كبرياء التونسيين.
لقد بلغ الاندحار بتونس وهي دولة ذات سيادة، مبلغا جعلها في نظر أزلام النظام العسكري مثل المجنون "الهواري تيغرسي" مجرد ولاية جزائرية، وكل هذا بعدما تركت تونس النظام الـ"كرغولي" يتوغل فيها كثيرا، والخوف كل الخوف أن نجد يوما ما الـ"كابرانات" يطالبون يوما باسترجاع "ولايتهم" التي تركها "حنبعل" في عهدة التونسيين، ولا من عاقل يرد على جنون العسكر.