بين زيارة "أفيف كوخافي" للمغرب والتاريخ المؤلم للقوة "الضارطة"

الكاتب : الجريدة24

20 يوليو 2022 - 12:00
الخط :

بين زيارة "أفيف كوخافي" للمغرب والتاريخ المؤلم للقوة "الضارطة"

سمير الحيفوفي

منذ أيام وأبواق النظام الجزائري وما يوالي العسكر ممن يغترفون من أموال الشعب هناك، يصدعون العالم بزيارة "أفيف كوخافي" رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى المغرب، ويسوقون لها بأنها تستهدف زعزعة استقرار الجزائر. لماذا؟ لأن الجزائر تشكل تهديدا على الأمن القومي لإسرائيل وقبل ذلك تشكل بعبعا للمملكة بوصفها قوة ضاربة!!!!

وبمعنى آخر، فإن ما يردده هؤلاء العميان عن الحقائق المرة، حول زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى المغرب، هو أنها اندرجت استجابة لرغبة مغربية من أجل الاستقواء بالدولة العبرية على الجزائر التي تخيف الجميع وتجعل فرائص كل قادة دول العالم ترتعد بسبب ضراوتها.

وإذ يغيب عن عميان البصر والبصيرة من الببغاوات، بعض المحطات التاريخية، فلا ضير من تذكيرهم بأن المغرب لا يخاف الجزائر ولا يقيم لها وزنا، وكلما عنت في أذهان "قُوَّادها" مهاجمة المغرب أو التعدي عليه تجد جيشا صلدا صلبا يؤدب العساكر الجزائريين وينكل بهم على أرض المعارك ثم يعفو عنهم في الأخير ليردهم إلى بلدهم صاغرين مثلما حدث مع الفريق الأول البئيس الشنقريحة خلال معركة "أمكالا" في 1976.

وليست أمكالا هي المرة الوحيدة التي تجرع فيها الجيش الجزائري كأس الذل والهوان على أيادي المغاربة الأحرار، فقبلها كانت "حرب الرمال" في 1963، التي أدَّب فيها الجيش المغربي نظيره الجزائري وجعل قادتهم يرددون بكل أسف وأسى أن "المراركة حكرونا"، ثم بعدها حروب أخرى اندلعت لكن أحجم فيها قادة الجزائر على مواجهة المملكة مباشرة خوفا من تكرار مآسيهم وفوضوا "بوليساريو" لتحارب بدلا عنهم في ابتذال مقيت لحروب الوكالة.

وفي زمننا هذا لا تزال الجزائر تبذل كل مساعيها لدعم "بوليساريو" بعدما دفعتها لإعلان الحرب من جديد على المغرب، عقب طرد مقاتلي "صندلستان" شر طردة من معبر "الكركرات" ليصبح محررا ينعم المارون منه بكل الأمن والأمان تحت مظلة المملكة التي تحرق كل من تسول له نفسه أن يطأ أراضيها خفية وخلسة.

إن المغرب لا يحتاج إلى إسرائيل، للاستقواء على الجزائر، فالتاريخ يتحدث عن نفسه، ولكن المغرب يطمح إلى المرور إلى مستويات أخرى لا ولن يستوعبها صغار العقول ولا من يدورون في فلك "القوة الضارطة"، فالمملكة المغربية بارعة في عقد الشراكات الاستراتيجية وفيها تتجذر الرغبة في تعزيز التعاون مع كل بلدان العالم، وتتخذ من الجميع نفس المسافات إلا من تقرب لها مشيا على الأقدام فإنها تأتيه مشيا على الرأس.

فلماذا تترنح الجزائر وما يضيرها إن أحيت المملكة علاقاتها مع إسرائيل، وهي التي صدت دعوات مغربية متعددة ومتكررة للمصالحة ودفق كأس الخلاف؟ فهل تريد من المغرب أن ينزوي إلى الركن وينتحب ويصبر ويصابر إلى حين ترضى عنه الجزائر وهي التي رأى حكامها المرضى في دعوات المغرب ما ينم عن ضعفه، وقد نسوا أن العفو عند المقدرة من شيم الكرام ولا يرجى منه شيء عند اللئام.

آخر الأخبار