"بقايا الرفاق" يحتمون بالصمت لمداراة فضائح "هيومن رايتس ووتش" و"آمنستي"

"بقايا الرفاق" يحتمون بالصمت لمداراة فضائح "هيومن رايتس ووتش" و"آمنستي"
هشام رماح
لم هذا الصمت المطبق من قبل "بقايا النضال"؟ لماذا تمترسوا خلف "كم حاجة قضيناها بتركها" للتغطية عن فضائح "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "العفو الدولية"؟ ثم لم لا يبدي "بقايا النضال" في المغرب من المتعاملين معهما، خجلا من الفضائح المتتالية التي تلاحق المنظمتين الغير حكوميتين وقد جعلتا من مطية حقوق الإنسان أصلا تجاريا لبلوغ مرامي أبعد ما تكون عن صونها والدفاع عنها؟
لقد ساد صمت مريب بين "بقايا النضال"، بعدما جلجلت فضيحة منظمة "العفو الدولية" العالم بفضيحة ستظل موشومة في أذهان المهتمين ولطخة سوداء قاتمة في سجلها الملطخ أصلا، بعدما انبرت لتصفية حسابات مع السلطات الأوكرانية وصوبت نحو كل سهام النقد في تحيز سافر لطرف دون آخر على خلفية الحرب القائمة بينها وروسيا، من خلال تقرير كشف السرائرة الخبيثة لمحرريه والقائمين عليهم ومن يدفعون لهم بمقابل، على حد السواء.
وتفتت ادعاءات "آمنستي" ورفيقتها "هيومن رايتس ووتش" على صخرة الدفاع الذي تقدمه "فولوديمير زيلينسكي" الرئيس الأوكراني، بعدما انتصب أمام الجميع ليفضح التحيز السافر الذي أبداه القائمون على التقرير الذي نشر في الرابع من شهر غشت 2022، والذي أسفر بعد يومين فقط عبر انفضاح أمر منظمة "العفو الدولية" عن استقالة "أوكسانا بوكالتشوك"، رئيسة فرع المنظمة في أوكرانيا، نتيجة لذلك، قبل أن تقرن ذلك باعتراف "شجاع" أكدت من خلاله على أن التقرير "خدم الدعاية الإعلامية الروسية".
إنها فضيحة بـ"جلاجل" كما يدرج على ذلك المصريون، وهي فضيحة تنسحب أيضا لما يقع في المغرب الذي وضعته المنظمتان في الـ"كوليماتور" منذ زمن ليس بالهين مستخدمة في مواجهته "بقايا النضال" ممن لا يدخرون مساعيهم الخبيثة لتدبيج تقارير مسمومة، وهم يلتحفون لبوس المدافعين عن حقوق الإنسان بينما غاياتهم موبوءة وهي إخضاع بلد قرر ألا يقف صاغرا وهو أمر لم يرضي القائمين على المنظمتين ومن يسخرونهم لترجمة هذه الغايات على أرض الواقع.
وفي المغرب، تناسل المتنطعون من خونة الداخل ممن ارتموا في أحضان "هيومن رايتس ووتش" و"آمنستي" طمعا في لفت الانتباه، ظنا منهم أن التعامل مع منظمتين فقدتا مصداقيتهما عبر محطات متعددة، وتحولتا إلى دكاكين تتاجر بحقوق الإنسان، قد ينفع، لكن سرعان ما ضاقت عليهم دائرة الحق ليتم عزلهم أمام الجميع متى تناسلت الفضائح والحقائق التي تنبلج من بين ثناياها.
إنها حقائق تغفلها أو تتغافلها الشرذمة التي تنبثق عن تنظيمات مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان "AMDH".. لكنها تظل حقائق من شأنها أن تعلو ولا يعلى عليها، غير أن رهان "بقايا النضال" يظل في الصمت المريب الذي يتحرونه طمعا في التغطية عن سوءاتهم وعن المآل الذي وجدوا فيه أنفسهم، متى زهق باطلهم وأباطيل "هيومن رايتس ووتش" و"آمنستي" اللتان انحرفتا عن المسار الذي تأسستا لأجله، واختلط فيهما الحابل بالنابل، ولم يعد يعرف لهما لا أساس ولا رأس.