لمواجهة أزمة الماء.. مطالب بوقف زراعة بعض الفواكه

الكاتب : انس شريد

10 أغسطس 2022 - 08:30
الخط :

تتواصل تحذيرات عدد من الجهات والخبراء بخصوص أزمة المياه بالمغرب، في ظل الجفاف والتغيرات المناخية، مطالبين بوقف بعض الزراعات والمنتوجات الفلاحية، التي تشكل خطرا على الموارد المائية.

وطالبت حركة مغرب البيئة 2050، في تقرير لها، بوقف زراعة بعض الفواكه، أهمهما الدلاح والأفوكادو، نتيجة استنزافهما لكمية كبيرة من الماء.

وأكدت الحركة، أن “كيلوغراما واحدا من البطيخ الأحمر المغروس بالصحراء يستهلك 45 لترا من الماء في حالة الاعتماد على تقنية التقطير، وهذا يعني أن بطيخة بوزن 10 كيلوغرامات قد تستهلك 450 لترا من الماء العذب”.

وأضاف ذات المصدر، أن كيلوغراما واحدا من الأفوكادو يستهلك 1000 لتر من الماء، ما يشكل خطرا كبيرا على الاستمرارية في الحياة لنا ولأجيال الغد على أرض المغرب.

وأبرزت حركة مغرب البيئة 2050، أن استمرار تصدير مثل هذه الفواكه إلى أوروبا، قد تتسبب في سيطرة شركات وأفراد على مصادر المياه، وندرة لمياه الشرب والزراعة المعاشية في بلدان العالم الثالث من أجل رفاهية دول العالم الأول بفواكه، بدل تخصيص هذه المياه لزراعة الحبوب والبقوليات في دول العالم الفقير.

وبخصوص حلول لأزمة الماء التي يعاني منها المغرب، كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، خلال اجتماع له بمقر الوزارة بالرباط، لمناقشة  مجموعة من الإجراءات الاستعجالية لتطويق أزمة الماء.

وركز بركة، في كلمته، على ضرورة استمرار تزويد المدن والقرى التي تعرف عجزا من الماء، مبرزا أن الوزارة وضعت عدد الإجراءات لذلك بينها التنقيب عن المياه الجوفية لتوفير موارد مائية جوفية جديدة، وتدشين محطات جديدة لتحلية مياه البحر في عدد من المدن، خاصة الساحلية.

وأكد الوزير، خلال الاجتماع، أنه أيضا تم التوقيع على اتفاقية شراكة لإنجاز 129 سدا صغيرا أو تليا، خلال الفترة 2022-2024، مع  وضع برنامج وطني لإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء.

وأوضح ذات المتحدث، أنه لسد الحاجيات من مياه الشرب للساكنة القروية، أنه سيتم إنجاز عدد من المشاريع مستقبلا، لتزويد 80 مركزا و4930 دوارا بالماء الصالح للشرب، مع شراء 706 شاحنات صهريجية و4400 صهريج مائي، مع توفير ما يقارب 40 محطة لتحلية مياه البحر، خاصة بالمراكز والبوادي.

وفي حديث سابق للجريدة 24، قال بوعزة الخراطي رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إن الحكومات المتعاقبة، كانت لديها جميع السبل، لتجنب حدوث هذا المشكل الذي تعاني منه المملكة.

وتابع الخراطي، أن الحكومات السابقة لم تضع استراتيجية لاستغلال مياه الأمطار، التي كانت تشهدها المملكة بغزارة قبل 5 سنوات.

وأوضح رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أنه لو كانت الحكومات السابقة قامت باستغلال هذا الأمر، وتحلية مياه البحر، مع انشاء السدود، كانت المملكة ستتجنب ما يقع حاليا.

وأبرز المتحدث ذاته، أن المغرب دخل مرحلة "الإجهاد المائي"، لذا وجب التوقف عن ممارسة أي شكل من أشكال تبذير الماء، لضمان التوزيع العادل للمياه لجميع المغاربة.

ووفق ذات المتحدث، فإن الحكومة مطالبة بانخراط الفعال بدلا من التهرب أو اكتفاء فقط بالكلام، مطالبا بضرورة اعادة تأهيل السدود المغربية المتواجدة مع تشييد أخرى جديدة، واستثمار في مسألة تحلية مياه البحر، باعتبارها من أهم الحلول لمواجهة شبح العطش.

ودعا الخراطي، على ضرورة انخراط جميع الجهات المسؤولة في الحملات التحسيسية، لتوعية المغاربة من أجل المحافظة على الماء.

مشددا على مسألة ترشيد استعمال المياه الجوفية في الأراضي الزراعية المسقية، بالإضافة أن الحكومة مطالبة بتجنيد السلطات لمحاربة الآبار غير المرخصة التي تشكل خطرا على الفرشة المائية.

آخر الأخبار