أحمد العوفي...قاض ومقاوم تشبع بالروح الوطنية

أمينة المستاري
يعتبرالقاضي أحمد بن عبد الرحمان بن محمد بن ابراهيم العوفي البعقيلي السوسي، يتحدر من أسرة علمية من قبيلة بني عمرو بن عوف بن مالك بن سنان الحجازية.
رأى النور سنة 1914 ببلدة أكال ملولن قبيلة إداوبعقيل بإقليم تيزنيت. ونشأ وتربى في أحضان والده العلامة المعروف بسيدي عبد الرحمان بن محمد بن ابراهيم العوفي، وهو فقيه نوازلي، من العلماء الذين برعوا في الحساب والفرائض والتفسير والعربية...
كان متطلعا ومحبا للعلم على شاكلة والده، وخلف بدوره نوازل كثيرة، حسب ما جاء في كتاب الذاكرة الجماعية للأستاذ البشير عدي، وقام باختصار كتاب الاستقصا في تاريخ المغرب الأقصى للعلامة الناصري.
تمكن القاضي العوفي من الدراسة بعدة مدارس علمية عتيقة بسوس من قبيل مدرسة وجان ، آيت رخاء، امسرا...حرص والده على أن يتتلمذ أحمد على يد شيوخ معروفين كسيدي مسعود المعدري وابنه أحمد مسعود، فحفظ القرآن الكريم ولازمه مدة يتعلم منه، قبل أن ينتقل إلى الجامع اليوسفي بمراكش، ليدرس به العلوم الشرعية وغيرها وبقي به ثلاث سنوات، فقد كان ذكيا وفطنا.
في سنة 1940، أصبح أحمد القاضي ببلدته بعقيلة قبل تنظيم المحكمة الشرعية، وعمل نائبا للقاضي بها، فقد أصبح المرجع الوحيد المستشار فيها، في عهد القاضي سيدي محمد أعمو. وبعد الاستقلال، تمكن من الانخراط في الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، وسجن ونفي إلى حين حصول المغرب على استقلاله.