"ضربة معلم".. عندما سحبت "بيرو" اعترافها بـ"بوليساريو" وأكلت القطة السنة الـ"كابرانات

الكاتب : الجريدة24

20 أغسطس 2022 - 01:15
الخط :

"ضربة معلم".. عندما سحبت "بيرو" اعترافها بـ"بوليساريو" وأكلت القطة السنة الـ"كابرانات"

سمير الحيفوفي

"ضربة معلم".. هكذا توصف نتيجة المحادثات التي قادها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مع " ميغيل رودريغيز ماكاي" وزير خارجية الـ"بيرو"، والتي جعلت هذا البلد يسحب اعترافها بجبهة "بوليساريو" الانفصالية وقطع علاقاتها مع هذا الكيان الوهمي.

"ضربة معلم" لأن "بيرو" بلد تقوده حكومة يسارية، ولأول مرة تعمد مثلها في أمريكا اللاتينية على قطع علاقاتها مع "بوليساريو" وسحب اعترافها بها منذ أن تم ذلك أولا في 1984، قبل أن يقرر هذا البلد اللاتيني بعد ذلك تعليق هذا الاعتراف في العام 1996.

"ضربة معلم" لأن "بيرو" صدحت صراحة وعاليا بصوتها جنوب القارة الأمريكية، وهي تعترف أمام الجميع وبلا مواربة، بمغربية الصحراء، وبأنها تحترم وحدة أراضي المملكة المغربية وسيادتها الوطنية وتؤيّد مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به لإنهاء النزاع المفتعل حول الأقاليم العزيزة على قلوب المغاربة.

"ضربة معلم" لأن فيما أسفرت عنه محادثات الوزيرين، برهان على أن المغرب في الطريق الصحيح، وأنه تغير لصالحه وليس كما يرغب الآخرون من المتربصين به، وفي تغيره هذا ما يثير دولا مثل "بيرو" لعقد الشراكات الاستراتيجية وعقد العزائم على توطيدها مع استشراف مستقبل مشرق.

"ضربة معلم" لأن القطة أكلت ألسنة الـ"كابرانات" ليلجموا أفواههم، ومعهم انفصاليو "بوليساريو" وهم يعاينون أول الغيث القادم للمغرب من أمريكا اللاتينية، فالأمر يشكل قطرة والسيل آت، وهو ما جعل أعداء المغرب صامتين واجمين.

"ضربة معلم" لأن الجزائر لم تستطع التعليق ولم تقدر على عتاب "بيرو" التي لن تقبل التَّنطُّع عليها ولن تساوم في قرارها، مثلما حاول الـ"كاربانات" ثني دول إفريقية عن افتتاح قنصلياتها في الصحراء المغربية، مثلما حدث مع دولة ساحل العاج، حين احتجوا لدى سفير البلد الشقيق في الجزائر خلال فبراير 2020.

"ضربة معلم" لأن اعتراف "بيرو" قلب موازين الجزائر وصنيعتها "بوليساريو" وأربك حساباتهما في أمريكا اللاتينية، حيث هبت رياح التغيير ونفضت أغلب الحكومات عنها أسقام وعلل الماضي، وهي خطوة تعد بخطوات مماثلة من حكومات يسارية أخرى ستحذو حذو "بيرو".

"ضربة معلم" لأن اعتراف "بيرو" يعد منعطفا قويا في العمل الدبلوماسي للمملكة المغربية، كما يشكل دافعا ورافعة لمواصلة الجهود من أجل محاصرة الانفصاليين، وليس من شيء أجمل من أن يعاين الجميع الجهود وهي تكلل بالنجاح، كما تم في انتظار القادم وهو أحلى.

آخر الأخبار