هل قامت الجزائر بابتزاز تونس لاستقبال زعيم البوليساريو ؟

الكاتب : انس شريد

27 أغسطس 2022 - 10:30
الخط :

أثار القرار الذي قامت به تونس، باستدعاء رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، إلى ندوة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا ”تيكاد 8“، موجة غضب كبيرة من طرف الأحزاب السياسية، وكذا من الدول الداعمة لوحدة المغرب وسيادته الوطنية.

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، في حديثه للجريدة 24، أن ما قامت به تونس، يثبت للجميع، أن هناك ضغوطًا جزائرية قوية وراء هذا الإجراء غير الاعتيادي، من خلال استقبال زعيم الكيان الوهمي الذي لا يحظى بالاعتراف الدولي وجالسه قيس سعيد كما يجالس الرؤساء.

وأكد بلوان، أن ما قام به قيس سعيد، يضرب في مقتل سيادة تونس كدولة مستقلة في قرارها وسياستها الخارجية، وكذا يعد الأمر بعيد كليا، عن الأعراف التقليدية والدبلوماسية لهذه الدولة وشعبها، الذي أكد مرارا عن احترامهم وحبهم للمغرب.

وأضاف ذات المتحدث، أن الزيارات المتبادلة بين تونس والجزائر، واستغلال الثانية لمسألة الهشاشة المتواجدة بالنظام التونسي الذي يصارع من أجل الشرعية، جعل قيس سعيد ينحني إلى نظام الكابرانات، وذلك على حساب مصالح بلاده الخارجية والاستراتيجية.

وأبرز المتحدث ذاته، أن قيس سعيد في قراره أصبح يسير في طريق مملوءة بالشوك، بعد تنكره لكل العلاقات التاريخية التي جمعت البلدين منذ عهد الحبيب بورقيبة.

وأوضح بلوان، أن ما قامت به الجزائر بالضغط على تونس يثبت ضعفها بعد فشلها في استمالة الدول الديمقراطية، مثل المغرب الذي كسب ود دول عظمى مثل أمريكا وإسبانيا وألمانيا، مع تعزيز الشراكات الاقتصادية التي ستضر بالنفع على المملكة.

وأشار الخبير في العلاقات الدولية، أن الجميع أصبح يعي أن النظام الجزائري، أصبح مريضا نفسيا على حافة الانهيار، ويستفزه نجاحات المملكة على الصعيد الوطني والقاري والدولي.

وكانت المملكة المغربية، قد قررت يوم أمس الجمعة، استدعاء سفيرها بتونس للتشاور، بعد استقبال زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، في منتدى التعاون الياباني الإفريقي، المقام بتونس.

وقال بلاغ لوزارة الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج، فإن موقف المملكة، جاء بعد أن ” تضاعفت المواقف والتصرفات السلبية مؤخرًا تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا ” من لدن تونس و التي أكدت على “عدائها بشكل صارخ.” للمصالح المغربية.

وتابع بلاغ الخارجية، أن “تونس قررت خلافًا لنصيحة اليابان وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها ، دعوة الكيان الانفصالي من جانب واحد”.

واعتبرت الخارجية المغربية، أن ” ترحيب رئيس الدولة التونسية بزعيم الميليشيا الانفصالية عمل خطير وغير مسبوق، يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية”، ما يجعل المملكة المغربية أمام “هذا الموقف العدائي تجاه العلاقات الأخوية، عدم المشاركة في قمة التيكاد الثامنة المنعقدة في تونس يومي 27 و 28 غشت، و استدعاء سفير المملكة للتشاور.

و أكد البلاغ أن هذا القرار، أن ” لن يؤثرر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والسليمة بين الشعبين المغربي والتونسي ، اللذين يربطان بتاريخ مشترك ومصير مشترك.

كما يضيف البلاغ، ” لا تشكك في التزام المملكة المغربية بمصالح إفريقيا وعملها داخل الاتحاد الأفريقي ، كما أنها لا تشكك في التزام المملكة في إطار تيكاد”.

آخر الأخبار