هكذا يهيم العسكر في دس السم للمغرب الذي يفضحهم أمام العالم

سمير الحيفوفي
يهيم النظام العسكري الجزائري حبا في حبك الدسائس في الكواليس، فممثلوه لا يستطيعون مطارحة أطروحاتهم الانفصالية أمام الملأ، كما عمد إلى ذلك مع ممثل جارة السوء، بمناسبة انعقاد الدورة الـ 51 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف السويسرية.
وبينما أفحمت 35 دولة، نظام الـ"كابرانات" بتعبيرها من خلال بيان مشترك، تلاه المبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية الشقيقة، عن دعمها الصريح والبات واللا مشروط لسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الصحراوية، كرست الجزائر مشاركتها في هذا المحفل الدولي لنسج مناورات مغرضة بشأن قضية الصحراء المغربية، وفق ما أكده عمر زنيبر، السفير الممثل الدائم للمملكة في بيان للمملكة أمام مجلس حقوق الإنسان.
وأعرب السفير الممثل الدائم للمملكة عن أسفه لمحاولات ممثل النظام الجزائري استغلال وتوظيف أشغال المجلس، بطريقة غير منتجة وعقيمة، لإثارة قضية الوحدة الترابية للمغرب، دون أي احترام لجدول أعمال المجلس، وبالتالي لرصانة نقاشاته، مشيرا أن المندوب الجزائري قد جند مجموعة معزولة من أجل إعطاء الانطباع بأن هناك صدى لأطروحة نظامه التي تعد باطلة ولا تستند على أي أساس.
ويبدو أن حظ النظام الجزائري عاثر دوما كلما حاول اللعب في الكواليس، ضد المغرب إذ يهب رجالات المملكة ككل مرة ليعروا سوء ممثلي النظام العسكري المارق، الذي حاول اللعب بورقة حقوق الإنسان في مواجهتها والحال أنها مثل الأقرع الذي أينما ضرب سالت دماؤه.
وبدا عمر زنيبر على شاكلة زميله عمر هلال واثقا متزنا وقد تحدث بنبرة ملؤها الثقة، عن الخطايا المسجلة في صحيفة النظام الذي تتحكم فيه "كاربانات" شابت وما تابت، وقد أحرج السفير الممثل الدائم للمملكة، الوفد الجزائري مسائلا إياه إن كان ملتزما فعلا باحترام حقوق الإنسان، عن الاعتقالات متعددة الأوجه التي تقوم بها السلطات الجزائرية، والانتهاكات الجسيمة التي تقع داخل الجزائر، والتي يقع ضحيتها المعارضون والقضاة والصحافيون، وممثلو المجتمع المدني بل والمجتمع الجزائري برمته الذي يخضع لسلطوية ذات طبيعة عسكرية ولا حدود لها.
وبفعل غبائه الواضح منه والمستتر، ذهبت الظنون بالوفد الجزائري أن يستطيع الزج بالمغرب في حبائل مؤامراته الدنيئة، وقد جر إلى مستنقعه شرذمة وقعت معه على بيان معاد للمغرب، يتضمن كما جرت العادة اتهامات باطلة، إذ أفاد عمر زنيبر بأنه على المبعوث الجزائري أن يتساءل، أيضا، عن الانتهاكات غير المسبوقة التي تحدث في بلدان وقعت معه على بيان المخضَّب بالمال الجزائري.
ولم يفت السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية تنبيه أعضاء المجلس إلى حقيقة أن مساهمة المندوبين الجزائريين في أشغال المجلس تقتصر في أغلب الأحيان، بل وبكيفية شبه مطلقة، على محاولات مهاجمة المغرب، التي لطالما فشلت لأن المجلس يدرك جيدا الطابع المغرض لهذه المناورات التي يؤتيها ممثلو الجزائر الضائعة في كل المناسبات.
وأوضح عمر زنيبر بأن المغرب، بلد الحوار، الذي ما فتئ يجنح إلى لغة التفاهم والتفاوض والتوافق، وظل دائما يتوجه نحو المستقبل، مستحضرا في هذا الصدد خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ألقاه في 30 يوليوز الماضي بمناسبة عيد العرش وجدد فيه جلالته التأكيد على اليد الممدودة للمملكة المغربية نحو الجزائر، من أجل التوصل إلى تسوية واقعية، مؤكدا في ذات الآن أن المغرب ليست لديه ولن تكون لديه أية نية عدوانية اتجاه الجزائر.
واعتبر الدبلوماسي المغربي أن سلوك النظام الجزائري، وللأسف، عادة ما يسير في الاتجاه المعاكس، آملا بذلك الإبقاء على التوتر في المنطقة المغاربية، ويتصرف بدون تحفظ من أجل إذكاء عوامل الانقسام، كما تعكس ذلك الكثير من المبادرات والتصريحات الطائشة والنابعة من عداء دفين وكراهية سخيفة، والتي أضحت الآن واضحة في كافة المحافل الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة.
وقال السفير المغربي إن الأمم المتحدة أحيطت علما بالدعم الكبير الذي يقدمه اليوم المجتمع الدولي للوحدة الترابية للمغرب، ولمبادرة الحكم الذاتي، ذات البعد الديمقراطي، التي يقدمها المغرب كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ثم خلص إلى أن الأمم المتحدة تعلم أن ما يقرب 90 في المائة من الدول الأعضاء بالمنتظم الدولي لا تؤيد ولا تلتزم بمواقف النظام الجزائري، في وقت تعبر فيه العديد منها من خلال فتحها لقنصليات بالأقاليم الجنوبية للمغرب عن تأييدها لمغربية الصحراء، التي تعيش في سلام، وتشهد ازدهارا اقتصاديا واجتماعيا.
وأكد السفير الممثل الدائم للمملكة على أن الحريات تمارس في الأقاليم العزيزة على المغاربة، إلى حد التسامح مع النشطاء الوهميين المرتبطين بالمليشيات الانفصالية، والمعزولين تماما عن الأغلبية الساحقة من ساكنة الصحراء المغربية، التي لا تعترف لا من قريب ولا من بعيد بأطروحة النظام الجزائري ولا بالمليشيات الانفصالية التابعة له والمرتبطة به.