هكذا اعترفت كينيا بمغربية الصحراء وجن جنون العسكر وأزلام النظام القديم

الكاتب : الجريدة24

19 سبتمبر 2022 - 10:40
الخط :

هكذا اعترفت كينيا بمغربية الصحراء وجن جنون العسكر وأزلام النظام القديم

سمير الحيفوفي

الأكيد أن "ويليام روتو" الرئيس الكيني الجديد سحب البساط من تحت أقدام النظام العسكري الجزائري، بعدما كان أول قراراته سحب اعتراف بلاده بصنيعته "بوليساريو"، وإنهاء حقبة من عادوا المغرب من موقعهم الحكومي في "نيروبي"، ليفتح صفحة جديدة مع المملكة ملؤها الرغبة في تعزيز العلاقات البينية والمضي بها قدما.

لكن وإن كان ما سبق في حكم البات المقضي فيه، فإن الآلة الدعائية للنظام الجزائري لا تزال تدور مجترَّة بلاغا اقترفه الكاتب العام لوزارة الخارجية الكينية، وهو البلاغ، الذي وفي ضرب لكل الأعراف، جاء ليروج لعدم اعتراف كينيا بمغربية الصحراء ومن ثمة عدم سحبها الاعتراف بالجبهة الانفصالية "بوليساريو".

هذا البلاغ المارق تلقفه أعداء المملكة في جارة السوء وراحوا يلوكونه كثيرا، وكأنه الحقيقة، والحال أنه مردود عليه بما يثبت هشاشة الادعاءات والافتراءات التي تحراها النظام العسكري من أجل تحييد النصر الدبلوماسي المغربي، وتلطيخ سمعة رئيس منتخب جديد، أثبت للعالم وقبل إفريقيا بأنه يؤمن بالمستقبل ويكفر بنعرات الماضي التي تملكت محرر البلاغ المشبوه ومن يماثلونه من الطغمة التي حكمت كينيا قبل عهد "ويليام روتو".

البلاغ مردود عليه لأنه ببساطة، لا ينسجم وقرار أعلى سلطة في كينيا، أي الرئيس الجديد "ويليام روتو"، فلا سلطة لوزارة الخارجية في البلاد على الرئيس الحاكم بأمر صناديق الاقتراع التي أوصلته ليكون الآمر الناهي في هذا البلد الإفريقي، وبالتالي فهذا البلاغ يبدو غير ذي جدوى إلا من سعي محرره لتسميم العلاقة المغربية التشويش على المستجد فيها والذي أطلق النظام العسكري ومن يناصرونه من عقالهم.

كذلك، فحوى البلاغ الموضوع تتلاشى أمام حقيقة أنه سيجري التخلص قريبا من الكاتب العام لوزارة الخارجية الكينية المحسوب على أزلام النظام القديم في كينيا، إلى مزبلة التاريخ، حيث شرع يعد العدة لمغادرة مبنى وزارة الخارجية بلا رجعة، وهذا الأمر مرهون فقط بتعيين وزير خارجية جديد في المدى القريب المنظور على بعد أيام قليلة فقط.

وعطفا على ما سلف، ينقشع الغموض الذي يعتري الجدل القائم حول القرار الذي اعتمدته كينيا رسميا، والذي لا يمكن أن يكون مخالفا لما عبرت عنه أعلى سلطة في كينيا وهو الرئيس المنتخب "ويليام روتو"، كما تظهر بجلاء خيوط اللعبة التي نسجها النظام العسكري الجزائري، طمعا في بث الريبة في موقف ثابت لرئيس لم يتردد لحظة في اعتراف المملكة بسيادتها على صحرائها وخوزقة الـ"كابرانات" وأزلامهم.

آخر الأخبار