أخوة مملكتين وإنقاذ إبراهيم سعدون من كتيبة الإعدام

الكاتب : الجريدة24

21 سبتمبر 2022 - 09:15
الخط :

هشام رماح

ما بين المملكتين المغربية والسعودية.. لا يستطيع لسان أن يوفيه الوصف المستحق.. وما قامت به المملكة الخليجية لإنجاد إبراهيم سعدون، المغربي الحاصل على الجنسية الأوكرانية، من كتيبة الإعدام في إقليم "دونيتسك" حيث اعتقل مرتديا بزة عسكرية أوكرانية، يزيد من صعوبة التوصيف ويذهب به إلى أبعد الآفاق.

وناصرت المملكة العربية السعودية الجهود المغربية التي رامت إنقاذ إبراهيم سعدون، وقد تحركت الآلة الدبلوماسية للملكة الشريفة، لإنهاء أزمة هذا الأسير الذي سقط بين براثن القوات المناصرة لروسيا في الإقليم الانفصالي، ومن قناة لأخرى فتحت العديد من القنوات لتحقيق هذا المأرب، إلا أن المساعي فشلت ولم ترمي المملكة الشريفة المنشفة.

لم ترمي المملكة المنشفة رغم علمها بالموقف الذي اتخذه انفصاليو "دونيتسك" منها وهي الوحدوية الداعمة لكل لملمة وصون لأتربة الأوطان بعيدا عن أي نزعة للبلقنة أو التشرذم، فكان أن قررت اللجوء إلى سبل أخرى، لكفكفة دموع أسرة إبراهيم سعدون دون أن تدخر جهودها لعودته إلى حضنها بمراجعة دول شقية للتوسط متى سنحت لها الفرصة، وبذل كل المساعي حتى يخضع الأسير إلى محاكمة عادلة، تصون له كرامته وتذود عن حقوقه.

ولا غرو أن المملكة العربية السعودية، استحضرت في وساطتها الحميدة التي تكللت بالنجاح، نبل الوشائج والروابط التي تربطها بالمغرب، وهي تشترط أن يشمل الإفراج عن الأسرى العشر إبراهيم سعدون، بصفته ابنا للمغرب وليس أوكرانيا، اعتقل لهذا الشأن.

وليس غريبا على الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، أنهما ينتصران دوما للأخوة وعمق ما يجمعهما بشقيقهما الملك محمد السادس، سليل الدوحة النبوية، الذي كان يتابع عن كثب مستجدات قضية إبراهيم سعدون، ابن المملكة الذي لهت به الأيام إلى أن رمته في صفوف "الفيلق الدولي" ومن ثمة في قبضة الانفصاليين في إقليم "دونيتسك".

وكان جرى القبض على إبراهيم سعدون الطالب المغربي، الذي تحصل على الجنسيك الأوكرانية، في أبريل الماضي، إلى جانب البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر، بعد قتالهم إلى جانب القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول.

وإذ عاد إبراهيم سعدون من الأسر إلى الأراضي المقدسة، فإن الأوبة إلى أرض الوطن وشيكة، وحينها ستنتهي الآلام التي اعترته وإخوته المغاربة قاطبة، وستنهمر دموع الفرح لا القرح، وقد انتصر المغرب في معركة الحفاظ على حياة واحد من أبنائه بوساطة مباركة من السعودية التي ليس بينها والمغرب حساب كما هو شأن الأشقاء.

آخر الأخبار