ما تحللت منه ألمانيا و ارتمت عليه فرنسا لفرملة تقدم المغرب !

الكاتب : الجريدة24

13 أكتوبر 2022 - 11:00
الخط :

بعدما ارتدت فرنسا ما فسخته ألمانيا من أجل فرملة المغرب خوفا على بكارتها

هشام رماح

ما تحللت منه ألمانيا ارتمت عليه فرنسا وارتدته وهي تبتغي تقويض المغرب وفرملة تقدمه، بعدما سحب البساط تحت الدولة الاستعمارية التي نهشت إفريقيا من كل الجوانب ولم تشبع بعد، ولتتبنى توصيات "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" التي تذيلت تقريرا له جاء بعنوان "التنافس المغاربي في إفريقيا جنوب الصحراء: الجزائر وتونس تحثان السعي للحاق بالمغرب".

التقرير الذي صدر في نونبر 2020، من لدن المعهد وهو مجموعة تفكير مؤثرة"Think Thank" ،  كان داعيا لألمانيا للعب مع المغرب على حبل قضيته الوطنية الأولى، بعد صدوره، لكن سياسة شد الحبل لم تجدِ نفعا، وبدا أن مقارعة المغرب فيما يؤمن به لن يؤتِ أكله، فكان للألمان أن عادوا إلى جادة الصواب وعادت المملكة الشريفة كذلك إلى ديدنها في نسج علاقات ثنائية فعالة مع بلاد "بسمارك" قوامها "رابح – رابح".

لقد مر نحو السنتين على صدور التقرير الألماني الذي أثار جدلا، لكن الجلد الذي فسخته ألمانيا، استهوى فرنسا، التي رأت في تنزيل توصياته، ما قد يحفظ بكارتها من الافتضاض في إفريقيا من لدن المغرب الذي التفت إلى جذوره الإفريقية، سيما أن التقرير أورد بصريح العبارة بأن "المغرب يمضي قدما بوتيرة تتعب جارتيه الجزائر وتونس" وأن "الجزائر تحاول تخطي الصعاب بشتى الطرق للحاق بالمغرب".

وفيما لم يسعف التقرير الألماني، "آنجيلا ميركل" حينما كانت على رأس السلطة في ألمانيا في مواصلة الضغط على المملكة الشريفة، فإنه أشار إلى أن ما يحققه المغرب من تقدم يضير ويؤلم الجزائر كثيرا، لكنه نفى، في نفس الآن، أن تكون هناك أية معالم لاستراتجية جزائرية واضحة تستطيع بها مجاراة المغرب في "استراتجيتيه الحديثة" في علاقاته مع دول جنوب الصحراء.

وإن لم يبتدع التقرير جديدا، حينما شخص وضعا قائما لا يختلف عليه أحد، فإن في توصية مؤسسة الـ"Think Thank"  الألمانية بالعمل على "فرملة" التقدم المغربي والوقوف في سبيله الإفريقي عبر الاستمرار في الضغط عليه بقضية الصحراء المغربية، بدت نصيحة من ذهب لفرنسا التي سقط عنها القناع ليظهر وجهها الإمبريالي البشع، ومن ثمة لتزج بنفسها في المنطقة المغاربية في محاولة منها فرض نفسها لاعبا أساسيا فيها.

وتحاول فرنسا اللعب في المنطقة المغاربية عبر الترويج لتقارب مع صنيعتها الجزائر البلد الرقعة الجغرافية التي كانت تحت حكم العثمانيين وتسلمها بعدهم الفرنسيون الذين أنشؤوها وأسموها باسمها هذا، فقرروا أن يذكوا الخلاف القائم بين المغرب وبين صنيعتهم عبر إضافة تونس على عاتقها من أجل تصريف أجندتهم الرامية إلى الفرملة المنشودة للمغرب حتى يتسنى لهم من جديد بسط هيمنتهم في الـ"ماما آفريكا".

لقد هبت فرنسا لنجدة الجزائر كما تصور لذلك، والجزائر تسوق لنفسها كرقم قوي يمكنه التعامل مع فرنسا بكل ندية، وإذ يعلن عن هذا للتسويق فقط من أجل التسويق، فإن كل طرف يعلم حقيقة نوايا الطرف الآخر، فالكل يعلم أن فرنسا هي الآمرة الناهية في الجزائر وأن الأخيرة ليست غير سوء ما صنعت الدولة الاستعمارية حتى تدق إسفينا في المنطقة المغاربية يضمن تواجدها فيها، والمغرب يتقاسم نفس الإدراك مع هذا الكل، بينما تونس فقد ارتضت لنفسها أن تصبح جارة "جارية" مجرورة تخدم الأجندات المسمومة مقابل المال فقط.

آخر الأخبار