الطاهر بن جلون: لهذا على ماكرون تطبيع العلاقات المغربية الفرنسية

الكاتب : الجريدة24

08 نوفمبر 2022 - 01:25
الخط :

الطاهر بن جلون: لهذا على ماكرون تطبيع العلاقات المغربية الفرنسية

سمير الحيفوفي

"المغرب أمة ذات هوية صلبة: ملكية دستورية تحترم نتائج الانتخابات التي تتسم بالشفافية وعدم التزوير ودون تدخل الدولة، دولة لم يتم احتلالها من قبل، حيث مارست فرنسا محمية هناك من عام 1912 إلى عام 1956.. كانت هناك صداقة على الدوام بين المغرب وفرنسا، لطالما كانت فرنسا الشريك الاقتصادي الأول للمغرب، ولقد اتبعت المبادلات دائما مسارها دون أزمة".

هكذا كتب الطاهر بنجلون، الكاتب المغربي على مجلة "لوبوان" الفرنسية، في مقال رأي فصل من خلاله في حيثيات العلاقات بين المغرب وفرنسا ولماذا يجب على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تطبيعها؟

وقال الكاتب المغربي "إنه لم يعد سراً على أحد أن العلاقات بين الرباط وباريس في أسوأ حالاتها، لأسباب كثيرة ومعقدة"

محيلا على أن اللغة الفرنسية هي لغة يتحدث بها عدد كبير من المغاربة، فهي تدرّس كلغة ثانية بعد اللغة العربية، كما أنه آلاف الخريجين المغاربة يقصدون فرنسا لمتابعة تعليمهم العالي، ليخلص إلى أن الروابط بين البلدين مهمة.

وأفاد الطاهر بنجلون بوجود تواصل دائم بين القصر الملكي بالرباط وقصر الـ"إليزي" في باريس، فقد "حافظ فرانسوا ميتران على علاقات منتظمة وحتى ودية مع الحسن الثاني، وكذلك الحال مع جاك شيراك، وهو صديق قديم للعائلة المالكة والشعب المغربي، كما أدرك الرؤساء الآخرون للجمهورية، نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، أهمية المغرب وحافظوا على علاقات ممتازة مع الملك.

ولفت الكاتب المغربي، الانتباه إلى أن الرئيس الفرنسي الحالي ظن أن بإمكانه التصرف مع المغرب بطريقة غير رسمية، وهو ما تبدى حين إجابته، بعد عودته من زيارته للجزائر، على شخص في الشارع سأله سؤالاً عن المغرب بالقول "سأذهب إلى المغرب في نهاية أكتوبر"، والحال أن المشكلة تكمن في كونه أ لم تتم دعوته للذهاب إلى المملكة.

وعرج الطاهر بن جلون، في مقال الرأي على مجلة "لوبوان" الذائعة الصيت، إلى الطريقة التي تتعامل بها السلطات الفرنسية مع المغاربة بشأن الـ"فيزا" قائلا إن الطريقة التي عوقب بها المغرب (إلى جانب دول مغاربية وإفريقية أخرى) لرفضها استعادة مواطنيها الذين دخلوا فرنسا بطريقة غير شرعية، كان لها تأثير رهيب على المغاربة، إذ لم ترفض القنصليات المغربية أبدا إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوطانهم، ووزارة الداخلية الفرنسية أرسلت دون تمييز أفرادا تونسيين وجزائريين ومغاربة، فهي لم تفرق بين الدول الثلاث.

وفسر الكاتب المغربي موقف المملكة من هذا الأمر مشيرا على أنه لا يمكن للمغرب أن يعتني بالمهاجرين غير الشرعيين من البلدان الأخرى، وبالتالي كانت القيود المفروضة على إصدار التأشيرات منهجية، وأثّرت على الشخصيات السياسية والفنية والرياضية، في الآونة الأخيرة، لكن تحدث الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي عبر الهاتف لمدة نصف ساعة، يبشر ببداية نهاية التوتر بين البلدين.

ودعا الطاهر بن جلون، الرئيس الفرنسي إلى احترام الثقافة والتقاليد المغربية التي لا علاقة لها بنظام الملكيات الأخرى، ففي المغرب، الملك يسود وهو بذلك ضامن لاستقرار البلد وعمل المؤسسات، كما إنه ملك عظيم، بوصفه أحد القادة القلائل في العالم العربي الذين يحترمون مبادئ الديمقراطية ويجعلونها تتطور، كما أنه لا ينكر وجود المشاكل والعيوب وما يحتاج إلى تغيير، وبذلك فهو ملك واقعي وواضح، لكن في المغرب يظل السبب الرئيسي، هو القضية المقدسة للمملكة، أي أن قضية الوحدة الترابية تعد محور كل السياسات المبلورة.

وأضاف الطاهر بن جلون، قائلا لقد اعترفت عدة دول بمغربية الصحراء، أو على الأقل ذكّرت بأن خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب تعتبر جادة ومقبولة، أما فرنسا، حتى لا تسيء إلى الجنرالات الجزائريين، فهي تتمسك بموقف لم يتغير منذ فترة طويلة، وإذا أراد إيمانويل ماكرون إصلاح تداعيات الأزمة الفرنسية المغربية الكبرى، فهو يعرف ما يجب فعله.

وقال الكاتب المغربي، إننا ندرك بأن الموقف المغربي صحيح، وأن الجزائر مخطئة لمواصلة تأجيج الصراع الذي خلقه هواري بومدين بشكل مصطنع منذ نصف قرن تقريبا، وبالتالي منع تكوين مغرب كبير موحد وقوي.

آخر الأخبار