هل فشل مجلس البيضاء في ترشيد استهلاك الموارد المائية؟

تواجه المملكة مستقبلا، إشكالية ندرة المياه نتيجة الضغط الكبير، خاصة في المدن الكبرى، بعدما بات هناك تراجع مقلق في حصة الفرد السنوية من الماء.
وتعد مدينة الدار البيضاء، من أبرز المدن التي يتهددها شبح العطش، مما دفع مجلس جماعة الدار البيضاء، قبل ثلاثة أشهر بمنع غسل السيارات وسقي المساحات الخضراء بالماء الصالح للشرب.
ووفق ما عاينته الجريدة 24، بشوارع العاصمة الاقتصادية، فإن أغلب محلات غسل السيارات، تشتغل بشكل طبيعي، باستعمال الماء الصالح للشرب، وهو ما يثبت فشل المجلس الجماعي، بإيجاد بدائل لهذه الفئة خاصة المهنيين.
وأكد عدد من المهنيين، في تصريحاتهم المتفرقة للجريدة 24، إن المجلس فشل بتوفير بدائل للحفاظ على مناصب شغل فئة مهمة يحتضنها هذا القطاع، مبرزين أنهم مع مسألة عقلنة استهلاك للمياه، ولكن مع ضرورة إيجاد بدائل لهم بدلا من تهميشهم.
كما توصلنا من مصادرنا، أن مجلس جماعة الدار البيضاء، يتجه إلى إنشاء محطات لتدوير المياه العادمة، كإجراء استعجالي لوقف الضغط على هذه المادة الحيوية.
وأضافت ذات المصادر، أن المجلس بقيادة الرميلي، سيطلق خلال الأسابيع المقبلة، طلبات عروض لاختيار الشركة التي ستنجز مشروع خمس محطات لتدوير المياه العادمة.
وفق المصادر ذاتها، فإنه تم التشديد على مسألة جرد الآبار على مستوى العاصمة الإقتصادية، وجعلها مصادر سقي المساحات الخضراء خاصة منها المساحات الكبيرة.
وكان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أكد في وقت سابق، أنه من المتوقع أن تعرف الدار البيضاء عجزا في الماء على المدى المتوسط، بعد ارتفاع نسبة الاستهلاك، مشددا على ضرورة عقلنة استعمال المياه في انتظار المشاريع الكبرى.
وحمل المتحدث ذاته، حكومتي بنكيران والعثماني، مسؤولية إفشال الإستراتيجية الوطنية للماء، التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس سنة 2009.