في الجزائر.. لا تفتح فمك سوى عند طبيب الأسنان

هشام رماح
في الجزائر ليس مسموحا أن تفتح فمك سوى عند طبيب الأسنان، فالصمت مطلوب إزاء كل النعرات التي تجري على رأس السلطة والتي يؤتيها الرئيس المنزل على رؤوس الجزائريين بمظلة عسكرية، أما من تحدث فحتما سيلقى نفس مصير "إحسان القاضي" الإعلامي والناشط الجزائري، الذي اعتقل وأغلقت مكاتب موقعه "مغرب إميرجان" وإذاعته "راديو. إم".
قصة "إحسان القاضي" تفيد بصحة ما سبق، فالرجل كتب مقال رأي، كان نشره وتفيد فحواه أن عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري الحالي يحاول أن يعيد إنتاج نفس تجربة عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الراحل الذي جثم على صدور الجزائريين لأربع عهدات، أمضى آخرها على كرسي متحرك.
"عبدو السمار" الصحفي الجزائري صاحب موقع "آلجيري بارت" والذي يعيش في منفاه بفرنسا، هو من أكد على أن "إحسان القاضي" اعتقل بسبب ما "اقترفته" يداه، حينما قال إن عبد المجيد تبون، يسعى للبقاء جالسا على كرسي الرئاسة في الجزائر لعهدة ثانية، وأنه يسعى لإعادة تأسيس ما وصفها بـ"مملكة" مشابهة لتلك التي أقامها عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الذي رحل عن الدنيا.
وبينما جرى اعتقال "إحسان القاضي"، مدير إذاعة "Radio M" وموقع "Maghreb Emergent"، احتمت السلطات الرسمية في الجزائر، بالصمت، ولم يبدر عنها ما يفيد بحيثيات الاعتقال، فيما نشرت الإذاعة التي يديرها تغريدة على صفحتها على موقع "تويتر" أعلنت من خلالها أن "المقر تعرض للتشميع وحجز العتاد".
وكانت عناصر مخابراتية جزائرية، اعتقلت "إحسان القاضي" منتصف ليل الجمعة السبت، في منزله في بومرداس شرق العاصمة الجزائرية، وهو ما أكدته نجلة الصحفي المعتقل بتدوينة على صفحتها في "فايسبوك" جاء فيها "والدي، إحسان القاضي، جرى اعتقاله من مقر سكنه من طرف وحدة تابعة لجهاز DGSI(المديرية العامة للأمن الداخلي). قدم ستة رجال في سيارتين في حدود منتصف الليل ونصف واقتادوه إلى "ثكنة عنتر". المضايقات تتواصل".
في المقابل، أفاد "عبدو السمار" مدير "آلجيري بارت" بأن إحسان القاضي" نبه في مقال رأي إلى أن عبد المجيد تبون، يسعى للسيطرة على المؤسسة العسكرية وفرض رجاله في الحكم، و"هذا بالتالي ما قد يدفع الجيش لطرد تبون من السلطة كما فعل مع بوتفليقة"، محيلا على أن الجيش لن يقبل أبدا بعهدة ثانية لتبون وتنبأ بأن تنتهي كما انتهت العهدة الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة