الجزائر تحتاج لعداء المغرب حتى لا يثور الشعب المقهور

الكاتب : الجريدة24

01 يناير 2023 - 03:30
الخط :

 

هشام رماح

لا مناص من القول إن الجزائر تحتاج للمغرب على الدوام ولكن كعدو لها فقط.. وهذا ديدن من تعاقبوا على قصر "المرادية" ممن يختبؤون تحت جبة العسكر، إذ لا ينفك حكام الجارة الشرقية عن تقديم الجار الغربي مثل "فزاعة" للشعب المقهور حتى لا يثور.

ما تلفظ به عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، من هراء على صحيفة "لوفيغار" الفرنسية، حين قال إن "الجزائر قررت قطع العلاقات مع المغرب، حتى لا تخوض الحرب معه"، يصادق على عهد سبق وأخذه العساكر على أنفسهم لخلق عدو أزلي يتمثل في المغرب، من أجل قضاء مأرب عده يتقدمها أكل غلة البلاد دون وجل من المحكومين.

ولكن وإن كان لعبد المجيد تبون، لسانه ينطق به على هواه، فكيف له أن يبرر مثل هكذا تصريح مقيت حابل بالضغائن، والذي حاول أن يبدو من خلاله مترفعا عن الأحقاد، فإذ به ينغمس به ومن معه في أوحالها، والجميع يدري مدى انتفاء أسباب إقامة المغرب للحرب ضد الجزائر التي ظل يمد لها يده ولو أنها تحشد كل الأحقاد ضده.

المغرب مد يده إلى الجزائر غير ما مرة، وكلما أبدى مبادرة صلح ورتق للهوة بين البلدين الجارين، رد عليه الـ"كابرانات" بما يوسع الفارق بينهما ويعمق الخلاف، حتى لا تستتب الأمور بينهما، لأن في ذلك نذير للعسكر من قومة جزائرية تبث عن دولة مدنية بدل العسكرية المفروضة عليهم قسرا بدعوى أن المملكة المغربية تتربص بهم الدوائر.

إن في جعبة النظام العسكري الجزائري، كل ما هو قميء ضد المغرب، وليس لهم غير تأجيج الخلاف معه، حتى يشيطنوا الجار الغربي، ليضمنوا اصطفاف الشعب وراء الـ"كابرانات"، وليحفزوا الشعب المقهور على عداء المغرب، بدلا من جعله يثور عليهم، وهو يرى بأم عينيه كيف تنهب أمواله ولا يستطيع الكلام وإلا أدى الثمن غاليا.

ولا خلاف أن الـ"كابرانات" كادوا يؤدون الثمن غاليا، حينما هدأت فورة عدائهم تجاه المغرب، فآنذاك خرج الجزائريون إلى الشارع في جمعات الغضب، التي رفعوا خلالها شعار "يتنحاو كاع" بعدما ملوا من عبد العزيز بوتفليقة وزبانيته، وهو الذي كان يحضره العسكر للبقا ء لعهدة خامسة رئيسا للبلاد، وهو على كرسي متحرك حتى يفعلوا به ما يشاؤون.

حينها، كاد سحر العساكر ينقلب عليهم، لكن الأمر لم يحتج الكثير من الذكاء منهم لدرء الأسوأ لهم، وقد استأنسوا إلى جلب رجل مريض كثيرا بالمغرب، تمثل في عبد المجيد تبون، ليلعب دور محفز الخلاف والصراع معه، لصرف الأنظار نحوه وجعل حرائر وأحرار الجزائر معزولين عما سواهم من السواد الأعظم الذي يخاف العساكر أو ممن يطيب لهم تحكمهم فيهم.

الآن عبد المجيد تبون، مشخصاتي بشتى الأوجه، يلعب كل الأدوار التي أسندها إليه الـ"كابرانات"، بكل إتقان، حتى أنه يزيد على ما لقنوه إياه توابلا، تجعلهم في غنى عن البحث عن بديل له، ليتهيأ ومن يحيطون به للبقاء طويلا في السلطة، والعهدة الثانية على الأبواب.

لهذا فإن الجزائر تحتاج للمغرب كعدو أكثر منه صديقا أو شريك.

آخر الأخبار