بعد 14 سنة...تأنيب الضمير يقود راعي للاعتراف بجريمته

أمينة المستاري

بعد سنوات من اقترافه جريمة بشعة، وأزهق حياة صديقه الراعي، لم يعد الجاني يستطيع النوم، فلطالما راودته كوابيس وطارده شبح الضحية الذي لم يكن سوى صديقه ورفيقه، فوجد قدميه تقوده نحو مقر أمن إنزكان.

تقدم بهدوء نحو أحد عناصر الأمن المنهمك في عمله، وطلب لقاء عنصر للبوح بجريمة اقترفها قبل 14 سنة. توقف العنصر عن الكتابة وحدق مليا وباستغراب في الراعي قبل أن ينهض من كرسيه ويخبر مرؤوسه، لتبدأ عملية الاستماع لاعترافات الراعي.

طأطأ الراعي رأسه وهو يحكي تفاصيل يوم لا ينسى، حيث أجهز على صديقه الراعي، ولم يجد من مكان آمن يخفي فيه الجثة سوى بئر قديمة بمجال غابوي بمحيط دوار أزدو بجماعة الصفا، وعاد إلى حياته العادية، لكنه ورغم ذلك لم تكن أيامه هادئة فقد طاردته ذكرى صديقه، بل و "وقف عليه في أحلامه" مرات عديدة، حتى تحولت لياليه إلى كوابيس وأحس بتأنيب الضمير ولو متأخرا.

الضحية كان يبلغ من العمر 17 سنة يعمل لدى الجاني، وقع نقاش حاد بينهما تحول إلى شجار وانتهى بقتل باستعمال حجر، بعد أن عاد إلى الدوار استفسره الناس عن غياب صديقه فقال لهم أنه استولى على بعض المال وهرب.

توجه عناصر الدرك الملكي بجماعة الصفا، بعد إخبارها بالجريمة التي كادت أن تبقى سرا يحمله القاتل إلى قبره، وتوجهت إلى مكان البئر لانتشال بقايا العظام، ليتم فعلا انتشال بقايا العظام.