عبد المجيد تبون.. مريض بالمغرب ومتاح للحوارات مثل أي سلعة كاسدة

الكاتب : الجريدة24

22 مارس 2023 - 11:26
الخط :

هشام رماح

مسكين هو عبد المجيد تبون، الرئيس الذي نزل على رؤوس الجزائريين بمظلة عسكرية، فكلما ضاقت به الأحوال استجدى قناة "الجزيرة" القطرية، واستغل عملاء العسكر فيها مثل خديجة بن قنة، حتى يظهر على الشاشة ويطلق الكلام على هواه فيما يشجر بين المملكة الشريفة وشرذمة الأشرار في جارة السوء.

ومرة أخرى ظهر جنون عبد المجيد تبون بالمغرب، فلا يكاد يهنأ له بال حتى يتحدث عن الجار الغربي الذي أعمت الأحقاد المتولدة تجاهه أبصار وقلوب العسكر وأزلامهم مثل الرئيس الصوري، الذي يمتشق لسانه ليردد على هواه ما يرضي الـ"كابرانات"، ممن التفوا به على مطالب حرائر وأحرار الجزائر في الحراك الشعبي الذي اجتاح الأخيرة تحت شعار "يتنحاو كاع".

ولا يدري الرئيس الجزائري الذي استطاب الظهور على القنوات التلفزيونية، أن الجميع مَلَّ من كلامه ومن عنترياته، وكَلَّ من ادعائه أنه بريء من كل ما يسمم العلاقات بين المملكة المغربية والحديقة الخلفية لفرنسا "إيمانويل ماكرون"، وبأن ما يؤتيه ومن يقفون وراءه من العساكر ليس غير ردة فعل.

فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ ام أن ذاك يغيب عن عبد المجيد تبون، وهو ينحو باللائمة على المغرب فيما آلت إليه الأمور بين البلدين، والنقطة التي سماها بـ"اللا عودة"، فهل ردة فعل النظام العسكري المارق على اليد الممدودة للمغرب ملائمة؟ وهل ادعاء أن المغرب هو مشعل حرائق القبايل، متناسب مع إبداء المملكة الشريفة لاستعدادها المساعدة على إخمادها؟

في كل مرة، يكشف الرئيس الجزائري، على أن الأمل يخبو يوما بعد يوم في نسج علاقات طبيعية مع جار غير طبيعي بالمرة، جار مريض بكونه دون تاريخ، وبأنه كان مجرد إيالة عثمانية ثم تحول إلى مستعمرة فرنسية، وللتأكيد على ذلك تلزم العودة لتصريحات الجنرال "شارل ديغول" ومن تعاقب على حكم فرنسا من الرؤساء إلى آخرهم "إيمانويل ماكرون"، الذي نفى أن تكون "أمة جزائرية" كما يدعي رموز "القوة الضارطة".

وإن أبدى عبد المجيد تبون، على قناة الجزيرة القطرية أنه يأسف لما آلت إليه الأمور بين المملكة الشريفة والنظام المارق الذي يمثله، فإن أسفه مغلف بكثير من الغبن، بعدما رأى المغرب تحلل من كل ما قد يعرقل مساره التنموي، وقرر النأي بنفسه عن جارة السوء التي لا يأتي من ورائها غير صداع الرأس، فلا هو يلتفت إليها ولا يعيرها اهتماما.

لقد صدق أحد الظرفاء وهو يعلق على حوار الرئيس الجزائري مع قناة الجزيرة القطرية التي استطابت الحلول في قصر "المرادية" ما دام الرئيس الجزائري متاح في كل حين مثل أي سلعة كاسدة، والظريف علق قائلا إن الجزائر أصبحت مثل العروس التي تطلقت ليلة الدخلة وصد عنها طليقها، لكنها لا تنفك تتحدث عنها في كل نصف مناسبة لعله يعيرها اهتماما، لكن للأسف الطليق الذي هو المغرب منشغل عنها بأمور أخرى أكثر جدية.

غير مصنف