قتلة الأصول... قتل والده وزوجته وأزعج الجيران

تفاصيل انتحار شاب بفاس بعد محاولته قتل جارته

الكاتب : الجريدة24

24 يونيو 2023 - 11:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

كان في حالة هستيرية وهو يصرخ ويهدد من يقترب منه بسلاح أبيض من الحجم الكبير. صراخه أزعج الجيران خافوا من أن يؤذيهم. منع على كل سكان العمارة استعمال سلالمها في ذاك المساء. وقف فيها قبالة باب شقة يقطنها وحيدا في نفس العمارة التي يشغل والده المسن وزوجته، شقة أخرى. وحدهما لم يخرجا لاستقصاء أمره عكس باقي الجيران احترزوا في فتح أبواب منازلهم أو اكتفوا بالإطلالة من نوافذها.

الخطر محدق بالجميع ولا أحد تجرأ على مجاراته أو محاولة منعه من الاستمرار في سلوكه المرفوض. بعض اتصل هاتفيا بالأمن أملا في تدخلا يتحاشى وقوع الأسوء. وصولهم تأخر ساعة ظل فيها على تلك الحالة، تارة يصرخ ويهدد، وفي أخرى يجلس أرضا ليدخن سيجارة يعود بعدها لاستئناف عبثه براحة الجيران. لم يتعودوا عليه على مثل هذه الحالة منذ استقر بالشقة بعد عودته للاستقرار بأرض الوطن.

قضى سنوات مهاجرا بإيطاليا لم يجني منها ثروة تريحه فيما تبقى من عمره قضى ربعه في السجن بسبب اعتقاله المتكرر في قضايا ذات صلة بالمافيا والاتجار في المخدرات والسطو على البنوك والمتاجر. سلوكه أقلق راحة والديه أثناء استقرارهما في ذلك البلد، بل تسبب في مرض أمه بالسكري قبل وفاتها نتيجة مضاعفاته. اما والده فلم يكن أحسن حالا، عاش الجحيم في حضوره ولم يعرف للراحة مسار إلا لما كان يعتقل.

حتى بعد عودته لبلده بعد تقاعده، ذاق العذاب نفسه سيما بعدما تزوج امرأة ثانية تكبر الابن ببضع سنوات فقط. لم يجد من حل غير وضع شقة رهن إشارته للاستقرار فيها بعيدا عنهما، على الأقل سيرتاحا من سلوكه وعدم انضباطه وسوء معاملتهما. سكنه لم يوقف نزيف الجرح، فقد ظل يزورهما كلما احتاج مالا ينفقه في شراء حاجياته من الحشيش والأقراص المهلوسة.

في ذاك اليوم كان في حالة غير طبيعية نتيجة تناوله أقراصا مخدرة، لذلك ازعج الجميع قبل حضور عناصر الأمن وجدت صعوبة في السيطرة عليه لضيق حجم السلاليم وهيجانه. ولم تتمكن من كبح اندفاعه إلا بعدما ضابط الشرطة رصاصة من مسدسه، أصابته في فخذه ليسقط ويسيطر عليه ويوقف ويقتاد لمقر الأمن للتحقيق معه وتقديمه للعدالة.

البحث معه سيقود لاكتشاف حقيقة مرة. ضابط الشرطة ساءله عن ظروف إزعاجه للجيران وتهديدهم. وفي تبريره ذكر واقعة أكثر خطورة. لقد اعترف بقتل والده الستيني وزوجته. جديد لم يتوقعه أحد، ليتوجه فريق أمني لمنزل الضحيتين. وبعد فتح الباب عثر على جثتيهما وسط بركتين من الدم. الأب في بهو المنزل وزوجته في غرفة نومها. كانت عليهما جروح سيما في الصدر والعنق. عد الضابط أكثر من 9 ضربات في جسد الأب، و7 ضربات في جسد زوجته.

صورت الجثتان ونقلتا لمستودع الأموات وأبقي على الابن الأربعيني، رهن الحراسة النظرية لفائدة البحث الذي أمر به الوكيل العام. وفي محضر الاستنطاق التفصيلي أقر بكل تفاصيل علاقته بهما وكيف كرههما وأباه أكثر لزواجه من امرأة ثانية. كان حاقدا عليه ولا يتوانى في ابتزازه ومطالبته بالمال نظير هدنة أو تخفيف ضغطه عليهما. كان دوما يسيء معاملتهما.

في ذلك اليوم ذهب الابن عند والده فاستقبله كعادته وجلسا في البهو. الابن كان شجعا في طلب المال هذه للمرة من والده. طالبه بمليوني سنتيم بداعي حاجته إليها. الأب لم يقبل ومنحه ألف درهم، لتدبر أمره. الابن أصر على طلبه فتنازعا واحتد نقاشهما لحد ضربه أباه. لم يكتفي بالضرب، بل استل السكين ووجه إليها طعنات متتالية في أنحاء مختلفة من جسمه سقط إثرها صريعا.

زوجة الأب كانت في غرفتها حينها، ولما سمعت تلاسنهما استرقت السمع من خلف الباب، إلى أن سمعت أنين زوجها. حينها خرجت لمعرفة ما وقع، لكنها فوجئت به وسط بركة دم والابن ما زال ماسكا السكين. عادت إلى الغرفة للاحتماء به، لكنه تعقبها لتنال المصير نفسه. ولما تيقن من وفاتهما.

دخل المطبخ وغسل السكين من الدم تاركا الجثتين على ما هما عليهما وخرج وأغلق الباب ووقف مستعرضا عضلاته على الجيران مهددا من يقترب منه قبل الاتصال بالأمن واعتقاله ليقدم بعد يومين أمام الوكيل العام الذي أمر بإيداعه السجن وتابعه بالمنسوب إليه وأحاله بشكل مباشر على غرفة الجنايات الابتدائية.

آخر الأخبار