الأمير الأزرق.. بين شقائق الأكاذيب وحقائق الأمور في "الخدمة" المقدمة لخصوم المغرب

الكاتب : الجريدة24

07 مايو 2023 - 01:00
الخط :

 

هشام رماح
إن كنت ممن يَنْهى ولا ينتهي وممن يأمُر ولا يأتمر وممن يُمسي وهمه العِشاء وهو مفطِر، وممن يُصبِح وهمه النوم ولم يسهر، فاعلم أنك و"الأمير الأزرق" سيان، وفي العودة إلى تصريحات مُنَظِّر "ثورة الكمون"، لمجلة "تايمز" البريطانية، ما يفيد باستشراء خوارم المروءة، في دخيلة الأمير هشام العلوي، الذي لا ينوي للمغرب ما يسر.

وبعدما استبشر خيرا من وراء مقال "ذي إيكونوميست" الموضوع في حق المغرب، قبل أسابيع خلت، توضَّع الأمير هشام العلوي، لمجلة "تايمز" البريطانية، حاملا معه معول الهدم، لعله يقضي بتصريحاته لها أمرا لا يزال يتمناه، وهو الذي عاث في المغرب ما شاء وجر، قبل سنوات، إلى محرابه زمرة من "الكَتَبَة، الذين عقدوا العزم تحت أقدامه على أن يشيعوا بين المغاربة كل ما قد يفرق بينهم وابن عمه الملك محمد السادس، لكنهم لم يستطيعوا شيئا فارتأى أن يقدم خدماته مجانا بطلب أو غير طلب.

وهب صاحب كتاب "يوميات أمير منبوذ"، ليقدم "خدماته" إلى مجلة "تايمز" البريطانية، وليسوِّق من جديد نفس الكلام المبتذل حول "المخزن"، فأفتي وفسر ونظَّر، ملتحفا رداء التقية، ومستمرا في مخططه الرامي لبعثرة أوراق الوطن، وجعل شؤونه الخاصة علكة يلوكها القريب والبعيد والأنكى الخصوم الذين يتربصون بهذا الوطن ورجالاته الدوائر.

وكلما اشتد التفاف المغاربة حول ملكهم، زادت لواعج وآلام "الأمير الأزرق"، وهو يرى أن مخططاته فشلت، وضربت الوقائع بتكهناته عرض الحائط، وليرتدي ككل مرة لبوس متلونا، ويخرج على الملأ كرجل يبتغي الصلاح للبلاد والعباد، بينما في نفسه شيء من حتى، وقد خابت أمانيه في فتق اللحمة التي تجمع بين العرش والرعايا وبينهم و"المخزن"، الذي هاجمه وهاجم بعض رموزه، مقدما "خدمة جليلة" لبعض المنابر الإعلامية البريطانية التي لا تدري حيثيات الوقائع والأمور وتنشر شقائق الأكاذيب ظنا منها أنها حقائق.

وتحلل الأمير هشام العلوي، من كل ارتباط بأسباب النزول، ليدلي بدلوه المذموم، اللهم قبول مجلة "تايمز" البريطانية، إدراج ما يرمي لتمريره من رسائل ملغومة، فكان أن خاض في أمور شخصية للملك محمد السادس، وعرج عبر ذلك على أوفيائه الساهرين على أمن المغرب والمغاربة، قبل أن يفتري كذبا حول الواقع الاجتماعي للمغرب، مضخما ومهولا مثلما اعتاده من عرفوه، وانفضوا عنه بعدما تبين لهم سوء ما يصنع وما يقول على حد السواء.

ويبدو أن الثنائية القطبية متلازمة تتمكن من كاتب "يوميات أمير منبوذ"، كلما تحدث لمن يراه مثل مجلة "تايمز" البريطانية، قد ينفع في تصريف رغباته الحقيقية تجاه الوطن، فتراه، يقدم نفسه طيعا محبا الخير للمغاربة وللمغرب، لكنه ينبش في أمور هي أبعد من أن يدريها أو يخبرها، وقد أثبت التاريخ أن توقعاته خابت، لكنه لا يزال متشبثا بها، رغم بلائها.

وكان أن ذهبت أماني "الأمير الأزرق" أدراج الرياح، بعدما توغل في التنظير و"استشرف" لنفسه كل السوء للمغرب، وبعدما هبت على المملكة نسائم الربيع العربي، وأحسها جيرانه عواصف رعدية، فخرجت المملكة الشريفة، أقوى من ذي قبل بفضل حكمة ملك متبصر، ورجالات أوفياء لا يبغون للمغاربة عوجا، اللهم حماية العرش والرعايا من المتربصين به في كل ركن وزاوية.

وما يلفت الانتباه حقا في تعاطي "الأمير الأزرق" مع المواضيع التي تهم المملكة المغربية، هو اجتراره لنفس الكلام المخبوء في الأسطوانة المشروخة التي تهم "المخزن"، وهو يُجْمِل ذلك في أولئك الذين يذودون عن الوطن، فتحول كلامه منذ تربع الملك محمد السادس، على عرش أسلافه المنعمين، من الجنرال حميدو العنيكري، وبعض أوفياء المؤسسة العسكري، إلى فؤاد عالي الهمة وعبد اللطيف الحموشي، ليظهر أن المُشكِل المُشَكَّل في نفسية الأمير هشام العلوي، هو أن يكون هناك خدام أوفياء للعرش، وهو أمر يجعل النوم مجافيا لعيونه.

آخر الأخبار