عبد المجيد تبون.. ناطق للعسكر بجبهة صلبة لا تتفصَّد عرقا رغم كثرة الكذب

هشام رماح
تستبد الحيرة بكل متابع لخرجات عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، ويتيه بين المدرجات والخانات التي قد يصنف فيها، "رجل" يكذب ويفتري ويسترسل في ذلك محتقرا بشكل صارخ ذكاء الناس أجمعين، مثلما فعل أمام زمرة كتبة النظام العسكري، أول أمس السبت.
وجاءت آخر خرجات الرئيس الصوري، نافية لوجود أي صحافي في السجن على خلفية مقالاته أو بسبب آراء له، وهو بذلك "طلع الجبل"، وهو يدري أن هناك من سيطبل لكلامه وينمقه على أنه حقيقة، مثل "القدس العربي" وغيرها من وسائل الإعلام التي تتلقى عمولات جزائرية نظير ما تقدمه للنظام العسكري من خدمات، رغم أن الحقيقة هي أبعد ما يكون عن فم عبد المجيد تبون، وهي تصدح بغير ما يدعيه على أرض الواقع.
وتقول الحقيقة إن عبد المجيد تبون كذاب أفَّاق حاول ذر الرماد، في عيون من شجبوا اعتقال الصحافي "إحسان القاضي، صاحب "إذاعة إم" (Radio M) و"مغرب إيميرجان" (Maghreb Emergent)، الذي اعتقل في 24 دجنبر 2022، وحكم عليه في أبريل الماضي بخمس سنوات سجنا منها ثلاث نافذة، والسبب أنه كتب مقال رأي فصَّل فيه بعض حيثيات الصراع الدائر حول السلطة في الجزائر بين الرئاسة والجيش.
وإمعانا في محاولة لف الحديث والاهتمام بعيدا عن "إحسان القاضي"، أكد عبد المجيد تبون على أن الصحفي المخضرم، متهم بقبول أموال مصدرها أجنبي، وهو أمر يعرف القاصي والداني أنه كذب وبهتان، وفي العودة إلى ما كتبه الصحافي الفرنسي "Jean Pierre Sereni"، في هذا الشأن على موقع "Orient21"، ما يفصل بين الحقيقة كذب الرئيس المخبول.
ووفق الصحافي الفرنسي "Jean Pierre Sereni"، فإن النظام العسكري الجزائري لم يجد مناصا غير هدم آخر قلاع الصحافة المستقلة في البلاد، التي كان يديرها "إحسان القاضي"، وأرفق ذلك باعتقاله على خلفية مقال أفاد من خلاله باحتدام خلاف بين رئاسة الجزائر وقيادات الجيش، حول رئاسيات عام 2024، وإمكانية الاستمرار في وضع عبد المجيد تبون، في الواجهة أم تغييره.
وأظهر عبد المجيد تبون، الرئيس الذي فرض قسرا على الجزائريين، أنه ناطق بالباطل يملك جبهة صلبة تجعله يكذب ولا تتفصَّد عرقا من هول ما يبثه من أراجيف، أمام محاوريه من "الصحفيين" الذين جيء بهم إلى قصر "المرادية" لتلقي ما يقول، دون أن يستطيع أي منهم أن ينبس ببنت شفة أو يند عن فمه ما قد يحاجج ه ناطق الـ"كابرانات" بالبرهان والدليل كونه مفترٍ ليس إلا.
اللافت، أن عبد المجيد تبون، وحتى يصرف أكاذيبه، ارتمى على تقرير منظمة "شحاذون بلا حدود"، التي استطاع النظام العسكري أن يضع "خالد درارني"، ممثلها في شمال إفريقيا، تحت الأقدام وقد دهس كرامته وجعله يحضر إلى جانب الناطق كفرا باسم الـ"كابرانات" دون أن يجفل أو يتراجع أو يقول اللهم إن هذا منكرا.
وإذ وصف الرئيس الجزائري تقرير منظمة "شحاذون بلا حدود" الذي بيَّض الوجع الممتقع للنظام العسكري المارق في جارة السوء، بكونه "افتراء على الجزائر التي لديها ثقة في أبنائها"، فإنه حاول أن يصرف انتباه المتابعين على المؤامرة التي افتضحت أمام الملأ، حينما حضر "خالد درارني" ليزكي وليطبع مع تنكيل العسكر بالصحافيين، ثم استفاد من هدية "آيفون 14 بروماكس"، ليزيد من مساحيق التجميل مستقبلا في تقارير المنظمة التي يقودها عدو المغرب "كريستوف ديلوار".