بعد أزمة الجفاف.. الحكومة تسارع لتدارك تأخر المنشآت المائية

الكاتب : انس شريد

11 مايو 2023 - 08:30
الخط :

يعيش المغرب في الوقت الراهن، حالة استنفار قصوى لمواجهة أزمة العطش، بعد تراجع نسبة الملء في السدود خلال الفترة الأخيرة.

وحذر عدد من الخبراء، من تفاقم هذه الوضعية خلال الصيف المقبل، نتيجة الجفاف بعد قلة التساقطات المطرية، وكذا الاستنزاف الخطير للسدود، التي تعاني نقصا حادا في الموارد الجوفية.

واعتبر عدد من الخبراء في تقاريرهم الأخيرة، أن قلة التساقطات المطرية على صعيد التراب الوطني في الشهرين الأخيرين، مع ارتفاع درجة الحرارة في بعض المناطق، قد يؤدي إلى أزمة عطش خلال الصيف المقبل.

وفي هذا الصدد، اعترف مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، اليوم الخميس، خلال حديثه بالندوة الصحافية التي أعقبت المجلس الحكومي، وجود تأخر على مستوى عدد من المنشآت المائية الكبرى، التي كان بإمكانها أن تحل أزمة الجفاف.

وقال بايتاس في كلمته، إن عدد من المحطات الخاصة بالتحلية تعرف تأخرا، خاصة محطة تحلية مياه البحر في الدار البيضاء، التي كانت ستساعد المملكة في اقتصاد 300 مليون متر مكعب.

وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن الحكومة تسارع الزمن لإنجاز مختلف المنشآت المائية الكبرى، من بينها مشروع الطريق السيار للماء عبر الربط بين حوض منطقة سبو في شطره الأول اتجاه حوض أبي رقراق بكلفة 6 مليارات درهم، الذي من المرتقب أن ترى النور في نهاية شهر يوليوز.

كما أضاف المتحدث ذاته، أن الحكومة تعمل على إنهاء مجموعة من المشاريع تخص تحلية مياه عدد من السواحل بمناطق الجنوب أو منطقة الجديدة–آسفي”، مع تسريع وتيرة إنجاز السدود الكبرى، بهدف الرفع من القيمة الإجمالية للتخزين بـ6 مليارات من الأمتار المكعبة.

وفي السياق ذاته، أوضح مصطفى بايتاس، أن هناك مشروعا كبيرا تعمل الحكومة على إنهاء لتعزيز المياه غير الاعتيادية، وفق البرنامج المبرمج ما بين السنة الماضية إلى 2027، إضافة إلى دعم التزود بالعالم القروي، لتفادي الوقوع في مشاكل تقليص المساحة المزروعة وتلك المرتبطة بالإنتاج الفلاحي.

وكان الملك محمد السادس، قد ترأس يوم الثلاثاء الماضي، بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لتتبع البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027.

وحث جلالة الملك، مختلف القطاعات والهيئات المعنية، إلى مضاعفة اليقظة في هذا المجال الحيوي، والتحلي بالفعالية في تنفيذ المشاريع المبرمجة وفقا للجدول الزمني المحدد، مع تخصيص اعتمادات إضافية هامة بما يمكن من رفع ميزانيته الإجمالية إلى 143 مليار درهم.

كما طالب صاحب الجلالة، بتسريع مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، حيث يتم حاليا إنجاز الشطر الاستعجالي لهذا الربط على طول 67 كلم.

ومن المرتقب أيضا، برمجة سدود جديدة، وتحيين تكاليف حوالي 20 سدا يتوقع إنجازها، والتي ستمكن من الرفع من قدرة التخزين ب 6.6 مليار متر مكعب من المياه العذبة؛

وأعطى الملك محمد السادس خلال جلسة العمل، أوامره بتسريع مشاريع تعبئة المياه غير التقليدية، من خلال برمجة محطات لتحلية مياه البحر، والرفع من حجم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة.

ووفق بلاغ للديوان الملكي، فقد دعا صاحب الجلالة، بتعزيز التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي، من خلال توسيع التغطية لتشمل المزيد من الدواوير وتعزيز الموارد اللوجستية والبشرية المعبأة.

كما أعطى جلالة الملك، نصره الله، تعليماته السامية للحكومة لتفعيل، وعلى غرار السنة السابقة، الإجراءات الاستعجالية لبرنامج مكافحة آثار الجفاف.

آخر الأخبار