لهذا نقول إن بين وضاعة عسكر الجزائر ونبل المملكة العربية السعودية.. فرق كبير يا عمري

هشام رماح
قد تفهم العرب بأن كل رأس تعجبه طناطنه، لكن ما لا تستوعب العرب هو لماذا تتأوه الجزائر كلما تحركت المملكة العربية السعودية، وامتشقت من غمدها كل المساعي الطيبة التي تنتصر للعروبة وللأخوة بين العرب أجمعين.
في الجزائر الآن تلوك الألسنة، ترهات عنت في رؤوس القائمين على رؤوس المحكومين قسرا هناك، وهي ترهات تنحو إلى تسفيه كل تحركات المملكة العربية السعودية، وكل ما قد يروج حول مبادراتها المشهودة للمصالحة بين الإخوة والأشقاء، وما يلملم الشتات ويرتق التمزقات مثلما حدث حينما استطاعت أن تعيد سوريا إلى حضن الجامعة العربية، بعد بعاد طويل.
مرد ما سبق، ما تصدح به أبواق النظام العسكري الجزائري، حول أن المملكة العربية السعودية تسعى لرأب الشرخ بين المملكة المغربية الشريفة وبين الجزائر، مرددة مثل أي ببغاوات لا تعرف ما تقول، بأن الجزائر ممانعة لأي تقارب، وبأن الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير خارجية خادم الحرمين الشريفين، لم يكن ليجرؤ خلال زيارته للجزائر على أن يفاتح من التقاهم هناك، بشأن دفق كأس الخلاف بينهم والمغرب.
وإن امتح كتبة النظام العسكري الجزائري لأنفسهم كل الأعذار، حول "انعدام الجرأة" لدى الأمير السعودي، كما أوردت جريدة الشروق، في عددها اليوم الاثنين 15 ماي 2023، فإن هؤلاء الكتبة لم يبتغوا غير التقليل من شأن دولة شقيقة، استحقت غير ما مرة رفع القبعة لها، في مواقف عديدة يتجاوز عددها رؤوس الأصابع، ولا يتسع البياض لتدوينها فيه، وهو تقليل مقصود ما دامت ستحتضن القمة العربية المرتقبة يوم الجمعة الذي يقودنا الأسبوع الجاري إليه.
ومثل ما يبدو فالنظام العسكري الجزائري استشعر ضآلة حجمه، وقلة حيلته مع العرب بعدما احتضن القمة العربية السابقة في نونبر 2022، وإن كانت المقارنة لا تستقيم بينه وملك وأمراء السعودية، بسبب اتساع الفارق فلا ضير عنده إن هو زج بالمملكة الخليجية، في شأن ما يشجر بين المملكة المغربية والجزائر، والذي لا يماري أحد بأنه لا يضير الأولى في شيء، بخلاف ما يردده حكام الثانية السابحون في أوهام العظمة والجنون على حد السواء.
إن المملكة المغربية، وهي مملكة الشرفاء لا تستصغر الأشقاء ولا تنقض عليهم، كما انقض النظام العسكري على السعودية، محاولا الركوب على الخلاف مع الجارة الغربية، لينفس عن بعض ما يعتمل في صدور رموزه تجاه بلد يتهيبون من إشعاعه ومن البصم على قمة عربية ناجحة بخلاف سابقتها في الجزائر، كما أن المملكة المغربية تعظم مثلما يكبر العظماء دوما وتترفع عن صغائر التفاصيل والهرطقات التي ندت عن كتبة العسكر في كل مناسبة أو دونها.
أيضا المملكة المغربية، تثمن كل ما يقوم به الأشقاء وإن لم يعجبها، لكنها لا تنتقص منهم شيئا لنبل المسعى ونبل السعاة، كما أنها حتما لا تولي اهتماما لخلافها مع الجزائر، وهو أمر يضر النظام القائم فيها، بما يجعل أضلعه تخوض فيه مرارا، بعدما لقوا وبال أمرهم، واكتشفوا أنهم لم يحركوا المملكة الشريفة عن مسارها التنموي قيد انملة ولم يزحزحوا ثقة الإخوة والأشقاء فيها، كما تمنوا وخابت أمانيهم، فلا هم قضوا ما يبغون ولا هم يحزنون.
فعلا بين وضاعة عسكر الجزائر ونبل المملكة العربية السعودية.. فرق كبير يا عمري!!!