رجالات بلادي: القاسمي ...بدأ بائعا للأعلاف وأصبح تاجرا كبيرا للمتلاشيات

أمينة المستاري
على مسار العديد من أبناء سوس العصاميين، بنى ابراهيم بن محمد القاسمي مستقبله في سن مبكرة، وبصبر وثبات تحول إلى أكبر تاجر لمتلاشيات الشاحنات والحافلات بالدار البيضاء وخارجها.
ولد ابراهيم بن محمد بن حم بن بلقاسم القاسمي سنة 1927 بقرية تانفيط، من آيت أومزيل بقبيلة أملن-أكونس واسيف بإقليم تيزنيت، وتافراوت بالضبط، التي عرفت بشخصيات علمية وأدبية واقتصادية ...وعلى خطى شباب وأطفال المنطقة الذين هاجروا إلى الدار البيضاء للعمل في المحلات التجارية وتعلم الحرفة، خرج ابراهيم وهو في سن الثامنة مشيا على الأقدام، وانضم إلى قافلة في اتجاه تيزنيت، ومنها استقل حافلة متوجهة إلى الدار البيضاء 1935
بعد وصوله إلى الدار البيضاء ، توجه إلى منزل عمه الحاج امبارك، أحد تجار أعلاف الخيول، ليعمل لديهم قبل أن يلتحق به إخوته ويعملوا بشكل جماعي في قطاع بيع أعلاف الخيول، ومع مرور الوقت تحولت مقاولة العم وابنه من بيع الأعلاف إلى تصنيعها، بمشاركة أبراهيم وإخوته، فاشتهرت صناعتهم وقاموا بتوزيعها على المدن التي تشتهر بالخيول، واقتنوا شاحنة تكلف ابراهيم بقيادتها لتوزيع السلع إلى الزبناء، لكن سفره الطويل على متن الشاحنة تسبب له في وعكات صحية ، واضطره ذلك إلى تغيير عمله.
لم تكن الحرفة الجديدة سوى بيع السيارات المستعملة وأجزاؤها "المتلاشيات" في روش نوار، خصص لها شاحنتين يقودهما سائقين أحدهما يتوجه نحو الجنوب والآخر نحو الشمال لتوزيع السلعة. وهي الشاحنتين التي وضعهما القاسمي في خدمة متطوعي المسيرة الخضراء سنة 1975، وبعد استرجاع الصحراء باعهما في الوقت الذي تم فيه نقل تجار المتلاشيات من سوق الصخور السوداء إلى سيدي مومن، وطور عمله ليتحول إلى بيع أجزاء الشاحنات والحافلات المتلاشية.
لم ينس القاسمي ابراهيم عادات منطقه، فكان يحرص على المشاركة في "تويزي الحرث" إلى جانب أهل قريته، ويقومون بحرث الأراضي بشكل جماعي دون أجرة، عادة دأب عليها المغاربة من القذم، وكانت الساكنة تساهم بما لديها من علف ودواب وطعام ...
شاءت الأقدار أن يتوفى القاسمي ابراهيم ببلدته "تانفيط" سنة 2000 مخلفا رصيدا من الأعمال الخيرية والسيرة الحسنة، واعتبر كأحد رموز العصامية لرجال سوسيين نحثوا في الصخر.