تبون "يفدع" التاريخ ويفتري توشيح القيصر "نيكولا الثاني" للأمير عبد القادر بوسام "النسر الأبيض"

هشام رماح
في كل مرة يتحفنا "عبد المجيد تبون"، الرئيس الجزائري بقفشة من قفشاته، وفي زيارته إلى روسيا اختلطت عليه "العرارم" بشكل رهيب، وآثر على نفسه أن يجعلها أضحوكة أمام "فلاديمير بوتين"، الرئيس الروسي ومعه بقية العالم. كيف ذلك؟
كعادته رجع "عبد المجيد تبون"، الرئيس الصوري، الموجوع بـ"اللا تاريخ" الجزائري، إلى الماضي لينبش فيه، ومن بين ثناياه ابتدع واقعة ما كانت لتحدث بالمرة حتى في أحمق الحمقى، وهي أن القيصر الروسي "نيكولا الثاني" وشح الأمير عبد القادر الجزائري، بوسام "النسر الأبيض".
هذه الواقعة أدرجها الرئيس الجزائري المُحْدَث ليظهر بأن بلاده ذات باع طويل وبأن في تاريخها بعض من الماضي، لكن غاب عنه أن هكذا واقعة ما كانت لتنسج قطعا أو تستقيم ليجري تصديقها، والسبب أن "نيكولا الثاني"، آخر قياصرة روسيا، لم يتولَّ الحكم هناك إلا بعد وفاة الأمير عبد القادر، بسنوات.
وبالعودة إلى التاريخ البعيد وإلى موسوعة "ويكيبيديا"، التي جعلت المعلومات متاحة للجميع إلا على المغفلين من رموز النظام العسكري الجزائري، فإن القيصر الروسي "نيكولاي ألكسندروفيتش رومانوف"، الملقب بـ"نيكولا الثاني" كان تولى حكم روسيا في 1 نونبر 1894، وهو التاريخ الذي يعقب وفاة الأمير عبد القادر بـ11 سنة والذي لفظ أنفاسه الأخيرة في 26 ماي 1883.
وانضاف "نيكولا الثاني" آخر سلالة "رومانوف" التي حكمت روسيا، والذي انقلب عليه البلاشفة وقتلوه في 17 يوليوز 1980، إلى الضحايا التاريخيين لـ"عبد المجيد تبون"، الرئيس الجزائري، الذي استطاب "فدع" الماضي، وارتكب فظيعة أخرى حينما قال إن "جورج واشنطن" أول رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، كان أهدى الأمير عبد القادر مسدسا، رغم أن "جورج واشنطن" توفي قبل ولادة الأمير عبد القادر.
كذلك، وبالعودة إلى موسوعة "ويكيبيديا" يظهر أن الرئيس الجزائري خارج السياق التاريخي، وأن كل ما يبدر عنه ليس غير مهاترات وأراجيف تراود عقله، فكما أن الأمير عبد القادر الجزائري، ازداد في 6 شتنبر 1808، فإن "جورج واشنطن" توفي في 14 دجنبر 1799، أي قبل ولادة الشخص الذي أهدى له مسدسا في مخيلة "تبون" بحوالي 10 سنوات كاملة.
ولا تشذ الكذبة التي أطلقها "عبد المجيد تبون"، في روسيا وفي حضرة "فلاديمير بوتين"، بشأن القيصر "نيكولا الثاني" عن نظيرتها المتعلقة بـ"جورج واشنطن" التي أدرجها خلال لقاء تلفزيوني، أمام العيان، ليظهر جليا أن في الجزائر "بينوكيو" كذاب يفتري ويبتدع لنفسه ما يراه مناسبا له، بينما المستمعون له يرددون في قرارة أنفسهم "إن كان المتكلم أحمقا جاهلا.. فليكن المستمع عاقلا".