هكذا فوَّت "كابرانات" الجزائر الفرص إلى أن مرَّ المغرب للسرعة القصوى

الكاتب : الجريدة24

20 يوليو 2023 - 04:54
الخط :

هشام رماح

مثل الذين يتخبطهم الشيطان من المس، علق "كابرانات" الجزائر عل اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، اليوم الخميس، وقد هالهم أن يروا أنفسهم ضيعوا فرصا تاريخية فتحها أمامهم الملك محمد السادس، وهو يمد يده والمملكة الشريفة لطي الخلافات إلى أن انقضى الوقت وأصبحت أمانيهم في فتح معبر نحو الأطلسي أضغاث أحلام.

ولم تجد وزارة خارجية الجزائر من بد غير تكرار أسطوانتها المشروخة، وهي تجدد دعمها لانفصاليي "بوليساريو"، وفي محاولة منها تحويل دفة الانتباه عن أطماعه الحقيقية الماثلة أمام الجميع في تمزيق الجار الذي يجثم على صدر النظام العسكري المارق، والذي جعل من المغرب بعبعا يخيف به الشعب الجزائري ويضمن بقاء الـ"كابرانات" في الحكم.

وفي رد منها على اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، والذي حتما ستليه اعترافات قوى عظمى، ركنت وزارة الخارجية الجزائرية إلى لغة ركيكة تحاول من خلالها بلسمة ما اقترفته في حق نفسها وما جنته من تعنت الـ"كابرانات" إزاء "اليد الممدودة" للمملكة التي سعت حثيثا على الدوام، لرتق الشرخ الذي تسبب فيه هؤلاء العجائز بلا جدوى.

وإذ يمكن ترجمة بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية إلى نباح الكلاب التي تصدع الدنيا بينما القافلة تسير، فإن التاريخ لن ينسى كيف أن العسكر أخلف الموعد معها في مناسبات عديدة، وقد ترجم خطأ "اليد المغربية الممدودة" إلى ضعف، وظن أن المملكة خاضعة خانعة، والحال أن الملك محمد السادس، أرسل رسائل واضحة غير مشفرة تفيد بأن المملكة الشريفة قادرة على المرور للسرعة القصوى، ما لم تتراجع الجزائر عن غيها.

وكان الملك محمد السادس، أعلن صراحة في خطابات سامية عديدة، عن رغبته الأكيدة في تجاوز الخلافات بين البلدين، وهو ما لم يفقهه العجائز الحاكمون في الجزائر، وقد "طلعوا الجبل"، وتعنتوا بعدما عنت إلى عقولهم القاصرة أن المغرب يتودد خوفا وتسببت نظرتهم القصيرة في آلامهم الحالية.

وقال الملك محمد السادس، في الذكرى الـ43 للمسيرة الخضراء المظفرة في 2018، "بكل وضوح ومسؤولية، أؤكد أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين …إن المغرب منفتح على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين.. مصالح شعوبنا هي في الوحدة والتكامل والاندماج، دون الحاجة لطرف ثالث للتدخل أو الوساطة بيننا".

كذلك جدد الملك محمد السادس، نفس الدعوة للنظام العسكري الجزائر في الذكرى الـ22 لعيد العرش المجيد، قائلا "إننا نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية والمصير المشترك".

الآن وباعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بمغربية الصحراء وبمواقف ألمانيا وإسبانيا وقوى عالمية أخرى، تغير الكثير في الوضع المتعلق بالنزاع المفتعل حول الأراضي العزيزة على المغاربة، ولم يعد أمام "كابرانات" الجزائر غير تدبيج البلاغات وهو الأمر الذي يتفننون فيه منذ القدم، بعدما ضيعوا الفرص وضيعت الصيف اللبن.

آخر الأخبار